رئة العالم تختنق جراء الحرائق وإزالة الغابات!

Mar 21, 2024

تكافح منطقة الأمازون حرائق قياسية هذه السنة، ما يُغذّي المخاوف من أزمة مناخية أسوأ قادمة، إذ تقضي هذه الحرائق على الغطاء النباتي الذي يُعدّ مفتاحا لامتصاص ثاني أكسيد الكربون المتسبب في ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

وقال أندريه فابيو، في تقرير لمؤسسة تومسون رويترز، إن صور الأقمار الصناعية تظهر أن الغابة التي شهدت الجفاف والرياح العاتية وقطع الأشجار تعاني من حرائق غير مسبوقة في وقت مبكر من هذا العام.

وقالت سينيا دو فالي، من مجلس السكان الأصليين في ولاية رورايما البرازيلية الأكثر تضررا من الحرائق، “تشير المعرفة التقليدية والعلمية إلى أننا سنواجه مرحلة صعبة، وستستمر المعاناة ما لم تنخفض الانبعاثات بشكل كبير”.

وتُوضّح صور الأقمار الصناعية أن الحرائق تتركز في شمال الأمازون، إذ سجّلت البرازيل وغيانا وسورينام وفنزويلا عددا قياسيا من الحرائق في فبراير، وفقا للبيانات التي جمعها المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء.

وأكدت شبكة ماب بيوماس البرازيلية أن يناير شهد احتراق أكثر من 941 هكتارا من منطقة الأمازون البرازيلية، أي أكثر من ثلاثة أضعاف الأضرار المسجلة خلال نفس الفترة من سنة 2023.

كما سجّل المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء في فبراير 3158 حريقا في منطقة الأمازون البرازيلية، مُحطّما الرقم القياسي السابق المسجل في 2007 والبالغ 1761 حريقا.

وبلغت انبعاثات الكربون في الأمازون مستوى قياسيا خلال ذلك الشهر، وفقا لبيانات سجّلتها خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي التابعة للاتحاد الأوروبي على مدى 22 سنة.

وقالت آن ألينكار، وهي باحثة في معهد إيبام أمازون البيئي، إن “ما نراه الآن هو نتيجة للجفاف الذي عانيناه خلال 2023. لقد أصبحت المنطقة قابلة للاشتعال، إذ قد تتحول أيّ شرارة إلى حريق هائل”.

وعادة ما تُشكّل حرائق يناير وفبراير نسبة صغيرة من حرائق الأمازون السنوية، ويخشى العلماء من أن تُشير الحرائق المبكرة هذا العام إلى أزمة أكثر استفحالا في المستقبل، حيث حوّلت عقود من التدخل البشري والجفاف الشديد المستمر، المدفوع بنمط مناخ النينيو، الغابات إلى وقود.

وقال ليوناردو سانتوس، من معهد إيبام، إن الحرائق توفر مساحة لنمو الأعشاب شديدة الاشتعال التي تُولّد بدورها “المزيد من الحرائق الكارثية خلال السنوات المقبلة، خاصة إذا اقترنت بالجفاف الشديد”.

وذكرت ليانا أندرسون، من المركز الوطني البرازيلي للرصد والإنذار المبكر بالكوارث الطبيعية، أن المزيد من الأشجار الميتة تنتشر، وتصبح الأرض بهذا أكثر جفافا وقابلية للاشتعال.

وعادة ما تُسجّل أسوأ الحرائق بين شهري يوليو ونوفمبر، عندما تشهد الأطراف الجنوبية والشرقية للغابات أشد حالاتها جفافا، بينما تُغرق الأمطار شمال الأمازون.

وذكرت مانويلا ماتشادو، الباحثة في مركز وودويل لأبحاث المناخ، ومقره الولايات المتحدة، أن منطقة الأمازون البرازيلية شهدت مستويات عالية بشكل استثنائي من إزالة الغابات منذ 2019، مضيفة أن إزالة الغابات لا تزال مرتفعة، خاصة في الأطراف الجنوبية والشرقية على الرغم من انخفاض هذه الممارسات.

وقالت الوكالة الوطنية للمياه في البرازيل إن أنهار الأمازون الرئيسية لم تصل متوسط مستوياتها لهذا الشهر، ونتوقع أن ينخفض هطول الأمطار إلى ما دون المتوسط في شرق الأمازون وأجزاء من أطرافه الجنوبية من مارس إلى مايو.

وأكد العلماء أن تغير المناخ يزيد من احتمال وقوع أحداث قاسية، من الجفاف إلى الفيضانات. وتتلاشى في نفس الوقت مساحات شاسعة من الغابات بسبب إزالة الغابات والحرائق، ما يُقوّض قدرتها على الصمود.

ويخشى العلماء من أن المزيج الذي يشكل هذه العوامل قد يدفع الغابة إلى نقطة اللاعودة، إذ ستموت الغابة بدلا من امتصاص الكربون، ما يُؤدي إلى تسخين الكوكب، وتصبح مصدرا صافيا للانبعاثات الكربونية وتسريع تغير المناخ، ويُعدّ هذا تحوّلا كارثيا.

المصدر: رويترز