التنوع الحيوي للغابات يعزز قدرتها على مقاومة تغير المناخ

Mar 20, 2024

شدّدت دراستان على أن تنوعا حيويا أكبر للغابات يعزّز قدرتها على مقاومة تأثيرات التغير المناخي، ويمكّنها من الاستمرار في إعادة تدوير الكربون.

وشرح مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، ستيفان هاتنشويلر، الذي شارك في إعداد الدراستين، أن “توافر المزيد من التنوع الحيوي يتيح الحفاظ على أداء المنظومة البيئية كما هو، رغم الظروف المناخية الأكثر تطرفا. ومن خلال تشجيع تعزيز التنوع الحيوي، يمكن التخفيف من عواقب التغير المناخي”.

ونشرت مجلة “غلوبل تشاينج بايولوجي” الدراسة الأولى التي أجراها باحثون من ألمانيا وفرنسا، وتُظهر من خلال النمذجة أن التنوع النباتي في غابة أو مرج يحميها من درجات الحرارة العالية جدا، ما يعزز عمليات المنظومة البيئية، كالتحلّل، ويمكّن التربة من الاستمرار في تأدية دورها كخزّان للكربون.

ويشكّل تحلّل الأجزاء اليابسة من النباتات، كالأوراق التي تتساقط في الخريف، الوقود لدورتي الكربون والنيتروجين، وهي عملية ضرورية لحسن سير عمل المنظومات البيئية وللتخزين الطبيعي للكربون في التربة.

أما الدراسة الثانية التي نشرها علماء من الصين وفرنسا في مجلة “PNAS”، فهي تجريبية، إذ راقب العلماء آثار مخاليط مختلفة من فضلات الأوراق والكائنات المحلّلة في أنواع مختلفة من الغابات في ظل ظروف جفاف، والذي عادة ما يؤدي إلى إبطاء عملية التحلّل. وأظهرت الدراسة أن من شأن التنوع الحيوي التعويض عن الآثار السلبية للجفاف.

وبالفعل، تمّ الحفاظ على العملية الطبيعية للتحلّل وإعادة تدوير العناصر من خلال زيادة تنوع النباتات ووجود الأنواع المُحلِّلَة (الحشرات، ومئويات الأرجل، والعث، وما إلى ذلك) رغم الأثر السلبي للجفاف.

وخلص الباحثون في الدراسة إلى أن “هذه النتائج تشير إلى أن تعزيز التنوع الحيوي يمثل وسيلة مهمة للحفاظ على الوظائف الأساسية للمنظومة البيئية في ظل التغير المناخي”.

وقال هاتنشويلر “بدلا من الاتجاه إلى الزراعة الأحادية، علينا أن نفعل كل شيء لجعل غاباتنا أكثر تنوعا”، مضيفا “سيكون من الخطأ المضي سريعا وزراعة مزارع أحادية لزيادة تخزين الكربون على مساحة كبيرة”.

المصدر: أ ف ب