محيطات العالم ترزح تحت وطأة التغير المناخي

Mar 17, 2024

يمثل تغير المناخ تهديدا كبيرا لسلامة المحيطات على مستوى العالم، وهو تهديد يضاف إلى التهديدات المستمرة الأخرى الناجمة عن التغيرات البيئية التي تُسببها الأنشطة البشرية.

ويتسبب تغير المناخ في حدوث بعض التغيرات الخطيرة في المحيطات، بما في ذلك ارتفاع درجة حرارة مياهها، وارتفاع منسوبها، وزيادة حموضتها.

وبحسب الأمم المتحدة لتغير المناخ، فإن المحيطات لطالما تحمّلت وطأة آثار الاحتباس الحراري الذي تسبب به الإنسان، باعتباره أكبر متسبب للكربون على كوكب الأرض، إذ يمتص المحيط الحرارة الزائدة والطاقة المنبعثة من ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المحصورة في نظام الأرض.

كما تعد المحيطات أكبر أداة لتصريف الحرارة على كوكب الأرض، حيث تمتص 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن تغير المناخ، كما تعد أيضا أداة عالية الكفاءة للتخلص من الكربون، إذ تمتص 23% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يسببها الإنسان.

ويؤدي امتصاص المحيطات لثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي إلى زيادة حموضة المياه، في الوقت نفسه الذي تتناقص فيه مستويات الأكسجين، بالإضافة إلى حدوث تغيرات كبيرة في أنماط تيارات المياه في المحيطات.

وتؤثر كل هذه العوامل على سلامة المحيطات وأنواع الكائنات البحرية فيها، حيث تتعرض الشعاب المرجانية، وهي أنظمة بيئية بحرية بالغة الأهمية، للتهديد بسبب ثلاثية زيادة حموضة المياه، وارتفاع درجات حرارة البحار، وارتفاع منسوب مياهها.

كما أن زيادة حموضة المياه تُعطل عملية احتجاز الكربون التي تقوم بها الأنواع الأخرى بما فيها الرخويات والقشريات، فيما يهدد تغير أنماط تيارات المحيطات استغلال الأرصدة السمكية، أي عدد الأسماك التي تولد في فترة زمنية معينة وتبلغ مرحلة نموها الأولى، مع تأثيرات حقيقية ومباشرة للغاية على المجتمعات الساحلية التي تعتمد على هذه الموارد.

وبحسب الأمم المتحدة لتغير المناخ، فإن هذه التغيّرات تؤدي في نهاية المطاف إلى إحداث تأثير دائم على التنوع البيولوجي البحري وحياة وسبل عيش المجتمعات الساحلية وخارجها، بما في ذلك حوالي 680 مليون شخص يعيشون في المناطق الساحلية المنخفضة، وحوالي 2 مليار شخص يعيشون في نصف المدن الساحلية الكبرى في العالم، وما يقرب من نصف سكان العالم يعتمدون على الأسماك للحصول على البروتين، وحوالي 60 مليون شخص يعملون في مصايد الأسماك وقطاع تربية الأحياء المائية في جميع أنحاء العالم.

ويقدم البرنامج العالمي للاقتصاد الأزرق، والذي يركز على الإدارة المستدامة والمتكاملة للمناطق الساحلية والبحرية في إطار سلامة المحيطات، الدعم للحكومات في الجهود التي تبذلها لتحسين مصائد الأسماك، والتصدي للتلوث البحري، وإدارة الموارد الساحلية، والحد من تأثيرات القطاعات الرئيسية، مثل السياحة والنقل البحري، على سلامة المحيطات.

وتبلغ مساهمة المحيطات في الاقتصاد العالمي 1.5 تريليون دولار سنويا، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم إلى 3 تريليونات دولار بحلول عام 2030.

المصدر: وكالات