علاقة مضطردة بين تفشي الجراد وتغير المناخ

Mar 16, 2024

في الأسابيع القليلة الماضية، أعلنت مصر وصول أسراب الجراد الصحراوي إلى محافظة البحر الأحمر بعد تعثر مواجهتها في السودان جراء الحرب المستعرة.

وتعمل منظمة الأغذية والزراعة “فاو” التابعة للأمم المتحدة على تجنب تكرار ما حدث في شرق إفريقيا بين عامي 2019 و2020، عندما اجتاحت أسراب الجراد الصحراوي مئات الآلاف من الأفدنة الزراعية وألحقت أضرارا جسيمة بالمحاصيل، في أسوأ حادث على الإطلاق.

لذلك، فإن التنبؤ بمخاطر الجراد الصحراوي وتأثير التغيرات المناخية على أنماطه، أمر بالغ الأهمية، وذلك لتصميم استراتيجيات وآليات فعالة لمكافحته.

الجراد والمناخ… اضطراد مقلق

وقد نشرت دورية “ساينس أدفانسز” دراسة وجدت أن ثمة صلة قوية تربط بين حجم تفشي الجراد الصحراوي وظروف الطقس، مثل درجات الحرارة وهطول الأمطار ورطوبة التربة وقوة الرياح، كما كان لظاهرة النينو المناخية دور في تفشي الجراد الصحراوي بشكل أكبر وأسوأ.

ويعد الجراد الأصفر الصحراوي أكثر الآفات المهاجرة تدميرا في العالم، فموطنه شمال وشرق إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، وينتقل في أسراب مليونية، وقد يضم سرب واحد يبلغ طوله كيلومترا مربعا نحو 80 مليون جرادة.

وتشكل أسراب الجراد تهديدا كبيرا للأمن الغذائي وسبل العيش في المناطق الريفية، إذ تقطع الأسراب مسافات طويلة وتدمر المحاصيل في طريقها، ويمكن للسرب أن يستهلك محاصيل غذائية تكفي لإطعام 35 ألف شخص في يوم واحد فقط.

الجراد يغزو مناطق جديدة

ولتقييم مخاطر تفشي الجراد الصحراوي في إفريقيا والشرق الأوسط وارتباط ذلك بتغير المناخ، حلّل العلماء حوادث تفشيه في الفترة من 1985 إلى 2020 باستخدام بيانات مركز الجراد التابع لمنظمة الأغذية والزراعة “فاو”.

واكتشف الباحثون أن موائل الجراد توسعت منذ عام 1985، ووجدوا أن 10 دول -بما في ذلك كينيا والمغرب والنيجر واليمن وباكستان- شهدت غالبية تفشي الجراد بين 48 دولة متأثرة.

وتلعب الأمطار دورا بارزا في حياة الجراد، إذ تعزز نمو الغطاء النباتي وتجدد رطوبة التربة، ما يسمح للبيض باستكمال نموه.

ورجّح الباحثون أن الجراد الصحراوي قد يغزو المناطق القاحلة التي تهطل عليها أمطار غزيرة بغتة، فعلى سبيل المثال في عام 2019، وعقب وقوع أعاصير أدت لظهور بحيرات، تكاثر الجراد في صحراء الربع الخالي في جنوب شبه الجزيرة العربية، وأصبحت نقطة ساخنة لتفشيه بالرغم من أنها لم تكن وجهة لهجرته في السابق.

خسائر ضخمة

تتسبب أسراب الجراد في خسائر اقتصادية ضخمة. ووفقا لإحصائيات البنك الدولي، فإن خسائر المحاصيل الناجمة عن تفشي أسراب الجراد في غرب إفريقيا في الفترة من 2003 إلى 2005 تقدر بنحو 2.5 مليار دولار أميركي.

وفي 21 مايو 2020، وافق البنك الدولي على برنامج بتكلفة 500 مليون دولار لمساعدة بلدان منطقتي إفريقيا والشرق الأوسط على محاربة أسراب الجراد التي هددت الأمن الغذائي وسبل كسب العيش للملايين من السكان بعد اجتياح أسراب الجراد 23 بلدا، ويعد هذا الهجوم أكبر انتشار واجهته بعض البلدان في 70 عاما.

المصدر: الجزيرة