قالت وكالة البيئة الأوروبية، في مسودّة تقرير لها، إن أوروبا في حاجة ماسة إلى إجراءات أقوى لإعداد أنظمة الرعاية الصحية والزراعة والبنية التحتية الحيوية لمواجهة حدّة تغير المناخ المتزايدة.

ومع إطلاق كوكب الأرض لمزيد من موجات الحرّ والجفاف والفيضانات، يعكف الاتحاد الأوروبي على تطوير أول تحليل له على مستوى أوروبا للمخاطر المرتبطة بالمناخ، في محاولة لضمان أن سياساته ونفقاته المستقبلية تأخذ في الاعتبار هذه المخاطر.

وكشفت المسودّة عن التكلفة المتزايدة لتغير المناخ، إذ ذكر التقرير أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الظواهر المتطرفة المرتبطة بالطقس والمناخ في دول الاتحاد الأوروبي قد تجاوزت 650 مليار يورو (708.11 مليار دولار) في الفترة من 1980 إلى 2022.

ومن بين الحوادث الكبرى، فيضانات 2021 في بلجيكا وألمانيا وهولندا، إذ بلغت كلفتها 44 مليار يورو (48 مليار دولار)، وكذلك الفيضانات المفاجئة في سلوفينيا العام الماضي، والتي تسببت في أضرار تقدر بأكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

وحثّت المسودّة، المقرر نشرها الأسبوع المقبل، الاتحاد الأوروبي على دمج مخاطر المناخ في الميزانيات والسياسات الاقتصادية على المدى القصير، وما بعد عام 2050.

كما جاء فيها أن “عدم الأخذ في الاعتبار أسوأ السيناريوهات يترك الاتحاد الأوروبي معرضا بشكل خطير للتأثيرات الشديدة وغير المتوقعة لتغير المناخ”.

ومن بين التوصيات المقترحة، إدراج متطلبات إلزامية لحماية العمّال، الذين يعملون تحت أشعة الشمس في الزراعة والبناء وغيرها من الصناعات، من الحرارة الشديدة.

كما يجب على الاتحاد تصميم أدوات تمويل لمساعدة البلدان على إعداد أنظمة الرعاية الصحية الخاصة بها للتعامل مع تغير المناخ، الذي يؤثر بشدة على الفئات الضعيفة وكبار السن.

وقالت المسودّة إن أوروبا تحتاج أيضا إلى إجراءات قوية لمعالجة التهديد المتزايد للجفاف على الزراعة، مشيرة إلى أن أقل من 2% من الإعانات الزراعية في الاتحاد الأوروبي يتم إنفاقها لمساعدة المزارعين على إدارة المخاطر.

كما حذّرت من تزايد المخاطر التي تهدد البنية التحتية الحيوية، مثل الفيضانات التي تدمر الطرق، والحرارة الشديدة التي تشوّه خطوط القطارات، والجفاف الذي يجهد أنظمة الطاقة.

وقالت وكالة البيئة الأوروبية إنه يجب على الاتحاد الأوروبي تحديث المعايير، المعروفة باسم “Eurocodes”، والتي توجه التصميم الهيكلي للمباني وأعمال الهندسة المدنية، لتشمل بيانات مناخية حول كيفية تطور هذه المخاطر.