على خُطى يناير… فبراير الماضي كان الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم

Mar 08, 2024

أظهرت بيانات خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، التابعة للاتحاد الأوروبي، أن شهر فبراير الماضي كان الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم، ما يجعله الشهر التاسع على التوالي الذي يسجل فيه درجات حرارة قياسية لهذا الوقت من العام.

ووفقا لخدمة كوبرنيكوس، فإن شهر فبراير كان أكثر حرارة بمقدار 1.77 درجة مئوية عن متوسط ما قبل الثورة الصناعية لهذا الشهر، وكان متوسط درجة الحرارة العالمية خلال الأشهر الـ12 الماضية، ما بين مارس 2023 وفبراير 2024، هو الأعلى على الإطلاق، حيث بلغ 1.56 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.

وهذا يضع العالم فوق عتبة 1.5 درجة مئوية، والتي من المتوقع على إثرها، على المدى الطويل، حدوث أسوأ تأثيرات تغير المناخ.

وقالت خدمة كوبرنيكوس إن متوسط درجات الحرارة العالمية اليومية كان “مرتفعا بشكل استثنائي” خلال النصف الأول من الشهر، حيث وصل إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة في أربعة أيام من 8 إلى 11 فبراير.

كما أظهرت الأرقام أن درجات الحرارة في أوروبا خلال شهر فبراير 2024 كانت أعلى بمقدار 3.3 درجة مئوية عن متوسط الفترة 1991 – 2020 لهذا الشهر، مع درجات حرارة أعلى بكثير عن المتوسط ​​في وسط وشرق أوروبا.

وكان متوسط درجات حرارة سطح البحر العالمية لشهر فبراير، خارج المناطق القطبية، هو الأعلى على الإطلاق، حيث بلغ 21.06 درجة مئوية، متجاوزا الرقم القياسي السابق البالغ 20.98 درجة مئوية المسجل في أغسطس 2023.

وقال كارلو بونتيمبو، مدير خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، “ينضم شهر فبراير إلى سلسلة طويلة من البيانات المسجلة في الأشهر القليلة الماضية. وبقدر ما قد يبدو هذا الأمر لافتا للنظر، فإنه ليس مفاجئا حقا لأن الاحترار المستمر للنظام المناخي يؤدي حتما إلى درجات حرارة متطرفة جديدة”.

وأضاف بونتيمبو “إن المناخ يستجيب للتركيزات الفعلية للغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، لذلك ما لم نتمكن من الحدّ من تلك الغازات، فسنواجه حتما أرقاما قياسية جديدة لدرجات الحرارة العالمية، وعواقبها الوخيمة”.

وقال الدكتور فريدريك أوتو، كبير المحاضرين في علوم المناخ في معهد جرانثام لتغير المناخ والبيئة التابع لكلية إمبريال كوليدج في لندن، “هناك الآن الكثير من الأدلة التي تشير إلى حقيقة أن مناخنا يحتضر. تشير كل القياسات من محطات الأرصاد الجوية والأقمار الصناعية والسفن والطائرات إلى حقيقة أن كوكبنا يسخن بوتيرة خطيرة وكارثية”.

وأشار أوتو إلى أن البشر مستمرّون في حرق النفط والغاز والفحم، ما يجعل المناخ أكثر سخونة بشكل خطير للغاية، الأمر الذي يُوجِب علينا أن نتوقف عن حرق الوقود الأحفوري واستبداله بمصادر طاقة أكثر استدامة ومتجددة، مضيفا “إلى أن نفعل ذلك، فإن الظواهر الجوية المتطرفة التي تفاقمت بسبب تغير المناخ ستستمر في تدمير الأرواح وسبل العيش”.

المصدر: أ ف ب