الأسماك أصبحت أصغر حجما بسبب تغير المناخ

Mar 07, 2024

كشفت دراسة جديدة انخفاض وزن الأسماك في غرب شمال المحيط الهادي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه، ما أدى إلى الحد من الإمدادات الغذائية.

وحلل الباحثون في الدراسة، التي نشرت في مجلة فيش آند فيشريز، الوزن الفردي والكتلة الحيوية الإجمالية لـ13 نوعا من الأسماك. وفي الثمانينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت الأسماك أخف وزنا.

وتعد الأسماك هي المجموعة الأكثر تنوعا من الفقاريات، كما أنها توفر سبل العيش الحيوية لمليارات البشر في جميع أنحاء العالم من خلال مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، كما أنها أجزاء مهمة من النظم الإيكولوجية المائية.

وقال الباحثون إن الأسماك في جميع أنحاء العالم أصبحت أصغر حجما مع ارتفاع درجة حرارة موائلها. فعلى سبيل المثال، انخفض حجم أنواع الأسماك التجارية المهمة في بحر الشمال بنحو 16% خلال الـ40 سنة التي سبقت عام 2008، في حين ارتفعت درجة حرارة الماء بمقدار درجة إلى درجتين مئويتين.

ويتوقع الفريق البحثي أن يؤدي هذا الاتجاه الانكماشي إلى تفاقم آثار ظاهرة الاحتباس الحراري على النظم البيئية البحرية بشكل كبير.

وقال المعد الرئيسي للدراسة، شين إيتو، وهو أستاذ علم المناخ في معهد أبحاث الغلاف الجوي والمحيطات بجامعة طوكيو، إن تحليل بيانات وزن الأسماك والكتلة الحيوية من وكالة مصايد الأسماك اليابانية والوكالة اليابانية لأبحاث وتعليم مصايد الأسماك، كشف أنه مع ارتفاع درجات الحرارة تصبح الطبقة العليا للمحيطات أكثر طبقية، كما أظهرت الأبحاث السابقة أن العوالق الأكبر تُستبدل بعوالق أصغر وأنواع هلامية أقل تغذية، مثل قنديل البحر.

وأوضح إيتو أنه يمكن لتغير المناخ أن يغير توقيت وطول ازدهار العوالق النباتية، والتي قد لا تتماشى مع الفترات الرئيسية لدورة حياة الأسماك. كما أن هجرة الأسماك تتأثر بالتغيرات المناخية، ما يؤثر بدوره على تفاعل الأسماك وتنافسها على الموارد.

وأضاف أن خياشيم الأسماك لا تنمو بنفس وتيرة نمو بقية أجسامها، وبمجرد أن تصل السمكة إلى حجم معين من الجسم لا تستطيع خياشيمها سوى توفير كمية كافية من الأكسجين للحفاظ على عمل الجسم، ولا يتبقى أي أكسجين للنمو.

ويأمل المؤلفون أن يستخدم صنّاع السياسات مثل هذه الأبحاث لفهم التغييرات التي تحدث في المحيطات بشأن الأسماك بشكل أفضل، إذ يجب إدارة الأرصدة السمكية بشكل مختلف عما كانت عليه من قبل، مع الأخذ في الاعتبار التأثير المتزايد للظروف الناجمة عن تغير المناخ.

المصدر: مجلة فيش آند فيشريز