الحوت مقوس الرأس… ضحية جديدة لدوامة المناخ

Feb 29, 2024

تنضم “الحيتان مقوسة الرأس” إلى قائمة الكائنات الحية التي تعاني من ظاهرة الاحترار العالمي، التي ظهرت أثارها في شتى مناحي الحياة.

وأجرت مجموعة بحثية دراسة، نُشرت في دورية جيوفيزيكال ريسيرش ليترز (Geophysical Research Letters)، للبحث في التغيرات الطارئة على دورة حياة الحيتان مقوسة الرأس، ووجدوا تغيرات واضحة في أنماط هجرتها، وما يتبعه من تداخل بين حركاتها في المحيط وحركة السفن.

فقبل 15 عامًا، وضع الباحثون ميكروفونًا تحت الماء، يُسمى هيدروفون عند هضبة تشوكشي، لجمع بيانات صوتية للحيتان مقوسة الرأس، وتفاجأ الباحثون بسمع أصوات الحيتان مقوسة الرأس في مكان أبعد عن مسارات الهجرة المعروفة. كما وجدوا أنها هاجرت من مناطق التغذية الصيفية بعد 45 يومًا في 2022، عما كانت عليه في عام 2008.

وسبب ذلك أنه، ومع ارتفاع درجات الحرارة، يزداد معدل ذوبان الجليد في المنطقة القطبية الشمالية، ما يؤثر على توزيع الموارد الغذائية، وهذا بدوره يؤثر على أنماط هجرة الكائنات البحرية، بما فيها الحيتان مقوسة الرأس التي تسافر لمسافات بحثًا عن الغذاء، وأوضح مؤلفو الدراسة أن “مناطق التغذية داخل بحر تشوكشي أصبحت أكثر ملاءمة”، لذلك تقضي الحيتان هناك وقتًا أطول.

ولكن هناك بعض المخاوف المتعلقة باصطدام الحيتان مقوسة الرأس بسفن الشحن، إذ زاد الشحن في بحر تشوكشي الغربي بنحو 13% منذ 2013. وفي نفس الوقت، تقضي الحيتان مقوسة الرأس وقتًا أطول في الشمال عند بحر تشوكشي، وهذا يعرض تلك الحيتان للخطر. مع ذلك، يتفائل الباحثون بأنّ تلك الحيتان ذكية بما يكفي لتجنب سفن الشحن.

المصدر: دورية جيوفيزيكال ريسيرش ليترز