الذكاء الاصطناعي يعمّق أزمة المياه في ظل تغير المناخ

Feb 27, 2024

رفعت أكبر شركات التكنولوجيا في العالم استهلاكها من المياه بشكل كبير لتبريد مراكز البيانات، ما أثار المخاوف بشأن التأثير البيئي لطفرة الذكاء الاصطناعي.

وكثفت شركات مايكروسوفت وجوجل وميتا عن استهلاكها للمياه في السنوات الأخيرة، في ظل الطفرة الكبيرة في الاعتماد على خدمات الذكاء الاصطناعي، ما زاد من مخاوف تعمّق أزمة المياه في ظل التغيرات المناخية.

ويُقدر العلماء أن الطلب على الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يزيد من استخراج المياه من المصادر الأرضية أو السطحية إلى مستوى ما بين 4.2 – 6.6 مليار متر مكعب بحلول عام 2027، ما يعادل نحو 50% من استهلاك المياه في المملكة المتحدة سنويا.

وبحسب صحيفة فاينانشال تايمز، كتب الباحثون في جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد، أن “هذا هو الوقت الحاسم لكشف ومعالجة البصمة المائية السرية لنماذج الذكاء الاصطناعي في ظل الأزمة المتفاقمة لنقص المياه العذبة، وزيادة حالات الجفاف المستمرة”.

وخلال عام 2022، تزايد القلق مع ارتفاع وتيرة المنافسة بين شركات التكنولوجيا من أجل إطلاق أدوات جديدة للذكاء الاصطناعي تكون قادرة على معالجة وتوليد كميات ضخمة من البيانات، إذ يتطلب تشغيل هذه المنتجات قوة حاسوبية هائلة، كما يتطلب أيضا نشر خوادم ضخمة تستخدم الماء المبرّد لتبريد الأجهزة.

ويستخدم الماء في معظم أشكال إنتاج الوقود والكهرباء، مثل ضخ النفط والغاز، أو توليد البخار في محطات الطاقة الحرارية. كما أنه يتبخر من سطح الخزانات المستخدمة للطاقة الكهرومائية.

وفي أحدث بيانات صادرة عام 2022، رفعت شركة مايكروسوفت استهلاكها من المياه بنسبة 34%، وجوجل بنسبة 22%، وميتا بنسبة 3% بسبب الزيادة في استخدام مراكز البيانات.

وقبل شهر من انتهاء شركة “OpenAI” من تدريب نموذجها الأكثر تقدمًا GPT-4، وهو عبارة عن مجموعة مراكز بيانات في ويست دي موين بولاية أيوا، كانت تستخدم 6% من المياه في المقاطعة، وفقا لدعوى قضائية رفعها سكان الولاية.

وعلّقت الشركة على ذلك قائلة “نحن ندرك أن تدريب النماذج الكبيرة يمكن أن يتطلب استخداما كثيفا للمياه، وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا نعمل باستمرار على تحسين الكفاءة”.

فيما قالت شركة مايكروسوفت “في الوقت الحالي، لا تمثل حوسبة الذكاء الاصطناعي سوى جزء صغير من استهلاك الطاقة في مراكز البيانات، والتي تستهلك حوالي 1% من إمدادات الكهرباء في العالم”.

وقالت كيت كروفورد، المتخصصة في تأثيرات الذكاء الاصطناعي بجامعة جنوب كاليفورنيا، “لن نستطيع تتبع التأثير البيئي الحقيقي لنماذج الذكاء الاصطناعي بدون شفافية ومزيد من التقارير والبيانات حول استهلاكها من المياه، في ظل المعاناة من موجات جفاف شديدة وطويلة الأمد، إذ أصبحت مياه الشرب العذبة موردا نادرا بالفعل”.

وأضافت كروفورد “لا نريد نشر أدوات الذكاء الاصطناعي دون معرفة تأثيرها الحقيقي، في الوقت الذي تواجه فيه الأرض كوارث مناخية”.

المصدر: فاينانشال تايمز