تحذير من انتشار فيروس غرب النيل في أوروبا

Feb 24, 2024

ربطت دراسة جديدة بين تغير المناخ وانتشار فيروس غرب النيل في أوروبا، ما يهدد 240 مليون شخص بخطر الإصابة به في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

وأظهر فريق من الباحثين من مختبر علم الأوبئة المكانية وفريق المناخ التابعين لجامعة بروكسل الحرة، مساهمة تغير المناخ في التوسع الجغرافي لفيروس غرب النيل في أوروبا.

كما أثبتت الدراسة، المنشورة في دورية نيتشر كوميونيكيشنز (Nature Communications)، الارتباط بين تغير المناخ والفيروس بشكل رسمي لأول مرة، في حين لم تحسم الدراسات السابقة هذا الأمر، رغم أنها وضعته في نطاق الاحتمال.

وينتمي فيروس غرب النيل إلى فصيلة الفيروسات المصفرة، وهو حيواني المنشأ، ويزيد انتشاره في فصلي الصيف والخريف عندما يتكاثر البعوض، ويوجد عادة في إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية وغرب آسيا، وبدأ في الظهور حديثا داخل أوروبا.

ووفق منظمة الصحة العالمية، يدور الفيروس في الطبيعة من خلال الانتقال بين الطيور والبعوض، ويمكن أن يطال البشر والخيول وغيرها من الثدييات، حيث تحدث العدوى البشرية والحيوانية، في أغلب الأحيان، نتيجة لدغات البعوض الحامل للفيروس. وعلى الرغم من أن العدوى لدى البشر غالبا تكون بدون أعراض، إلا أن حوالي 25% من الضحايا تظهر عليهم أعراض مثل الحمى والصداع، وأقل من 1% يصابون بمضاعفات عصبية خطيرة يمكن أن تكون قاتلة.

كما وجدت بعض الدراسات أن تغير المناخ يساهم في انتشار فيروس غرب النيل على نطاق أوسع، ذلك أن درجات الحرارة الأكثر دفئا وتساقط المزيد من الأمطار تُسهّل عملية تكاثر البعوض وزيادة أعدادها، ما يزيد من عدد عمليات مص الدم لدى البعوض.

ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تقليل فترة حضانة الفيروس اللازمة ليصبح البعوض ناقلا للمرض، وزيادة سرعة تطور الفيروس داخل البعوض، وزيادة كفاءة انتقال الفيروس من البعوض إلى الطيور.

وقالت ديانا إيرازو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، وباحثة ما بعد الدكتوراه في مختبر علم الأوبئة المكانية، “تشير نتائجنا إلى الدور الرئيس لتغير المناخ في ظهور فيروس غرب النيل في جنوب شرق أوروبا”، مضيفة “تظهر نتائجنا أيضا زيادة حديثة ومثيرة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر التعرض للفيروس، ويرجع ذلك جزئيا إلى زيادة الكثافة السكانية، لكن تغير المناخ يظل عاملا حاسما ومؤثّرا في زيادة خطر التعرض والانتشار”.

وقال البروفيسور ويم تيري، عالم المناخ في جامعة VUB، والمؤلف المشارك للدراسة، “هذا وجه أخر لتغير المناخ، فتصاعد الظواهر المناخية المتطرفة ليس الوجه الوحيد، وأصبح الأن ظهور الأمراض الاستوائية في أوروبا هو أحد العواقب المنطقية العديدة لإدماننا على النفط والفحم والغاز”.

وقد طوّر الباحثون نموذج “بيئي متخصص” يحدد العلاقات الرياضية بين الظروف البيئية المحلية وخطر الانتشار المحلي للفيروس.

وقال سيمون ديليكور، منسق الدراسة ورئيس مختبر علم الأوبئة المكانية، “يوضح عملنا كيف يمكن استخدام البيانات المناخية بشكل فعّال في السياق الوبائي”، مضيفا “يشكل تغير المناخ تحديا متزايدا للصحة العامة، ومن أجل اعتماد استراتيجيات المراقبة والتدخل الصحيحة، نحتاج إلى مواصلة التحقيق في تطور انتشار الأمراض المعدية في ظل سيناريوهات مختلفة لتغير المناخ في المستقبل”.

المصدر: دورية نيتشر كوميونيكيشنز