الضباب الدخاني يخنق إيطاليا… وصقلية تعلن حالة الكارثة المناخية

Feb 22, 2024

تشهد مناطق إيطاليا تفاقماً للتلوث والجفاف جرَّاء شح الأمطار في البلاد على وقع التغير المناخي، ما يتجلى خصوصا في الضباب الدخاني الذي يخنق ميلانو، والنقص الحاد في المياه في جزيرة صقلية.

وقد مُنعت السيارات الأكثر تلويثا من القيادة في ميلانو وثماني مدن أخرى في لومبارديا بسبب مستويات تلوث الهواء المرتفعة للغاية.

وقال سيرغيو (60 عاما)، الذي يعيش في منطقة ميلانو منذ 36 عاما، “إن مستويات الضباب الدخاني أصبحت لا تطاق حقا”.

أما باولو تشاكو (22 عاما)، الذي يقول إن الأوضاع الجوية الحالية قد تدفعه إلى وضع كمامة، فأشار إلى أن “السماء رمادية حتى عندما لا تكون هناك غيوم. لم تكن نوعية الهواء في ميلانو جيدة يوما، لكنها باتت الآن سيئة للغاية”.

كما حظرت لومباردي، التي تضم الكثير من المراعي التي تشهد أنشطة مكثفة، نشر الملاط في الحقول، وهي ممارسة تسبب تلوثا كبيرا بالنترات.

ولطالما كان شمال إيطاليا أحد أكثر المناطق تلوثا في أوروبا. كما أن مشكلة لومباردي جغرافية بجزء منها، إذ تقع المنطقة في حوض بين الجبال، وبالتالي تعاني من سوء تهوية.

لكن المنظمات البيئية غير الحكومية تعتقد أن هذا العائق يُستخدم في كثير من الأحيان ذريعة للسلطات لتبرير المستويات المرتفعة من تلوث الهواء، من دون اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجتها.

وتعاني مناطق في جميع أنحاء إيطاليا من الجفاف أو من نقص كبير في المتساقطات، خصوصا في الجبال، وبالأخص في جبال الألب.

وانخفضت الكمية الموازية للمياه المخزنة في الثلوج بنسبة 64% هذا الشهر، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفق مؤسسة CIMA للأبحاث.

ويؤدي نقص الأمطار إلى تفاقم الوضع الصعب أصلا، بعد موجات الحر التي حدثت عام 2023، والتي أدت إلى انخفاض مستوى الاحتياطات وزيادة استهلاك المياه.

كما أعلنت صقلية حالة الكارثة المناخية بسبب الجفاف في أوائل فبراير الحالي، وفي سردينيا لا يستطيع المزارعون سوى استخدام كميات محدودة من المياه.

وانخفض مستوى مخزون المياه بنسبة 23% مقارنة بمتوسط السنوات الـ14 الماضية.

وتعاني منطقتا بوليا وبازيليكاتا الجنوبيتان أيضا من تبعات شح الأمطار، إذ حذرت جمعية المزارعين “كولديريتي” من أن درجات الحرارة المرتفعة أيقظت آلاف النحل في وقت أبكر مما كان متوقعا، وهذا الوضع يهدد تلقيح بعض المحاصيل، لأن انتشار النحل لا يتزامن مع فترة إزهرار النباتات التي يجمع منها حبوب اللقاح.

المصدر: أ ف ب