تآكل المزارع يهدد الأمن الغذائي العالمي

Feb 17, 2024

تتصاعد التحذيرات من السيناريوهات الكارثية للتغيرات المناخية التي ستجعل الأراضي الزراعية حول العالم مهددة، الأمر الذي سيخلف صدمات غذائية قاسية في المستقبل إن لم تتحرك الحكومات لمواجهة هذا التحدي الوجودي.

وتكشف المخاوف حول قضية الأمن الغذائي العالمي عن واقع صادم ينتظر مستقبل البشرية، فيما تطارد الدول سبل إنعاش اقتصاداتها نتيجة الجفاف وظواهر مناخية مثل النينيو، التي ستقضم آلاف الهكتارات الصالحة للزراعة سنويا.

وحذرت الأمم المتحدة في أحدث تقاريرها من أن “النشاط البشري يتسبب في أكبر التهديدات التي تواجه وجودنا اليوم”.

وتدرك الحكومات والمحللون والخبراء الدور الذي يلعبه البشر في تغير المناخ، ومسؤوليتهم عن إهدار التنوع البيولوجي، ولكن هناك أثر بيئي آخر نادرا ما يستحوذ على الاهتمام الذي يستحقه وهو التصحر أو تدهور الأراضي.

ولم يعد التصحر في العديد من المناطق مجرد ظاهرة بيئية عابرة، بل أصبح خطرا يهدد بابتلاع دول بأكملها مع استمرار زحف الرمال لالتهام ما تبقى من الأراضي الزراعية.

ويفقد العالم الأراضي الصالحة للاستخدام بوتيرة متسارعة لأسباب ذاتية، تتراوح بين الزراعة المكثفة والرعي الجائر والتطوير العقاري، إضافة إلى التغيرات المناخية.

ولا يتجاهل الخبراء وناشطو البيئة أن هذه الأزمة قد تؤدي إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي والمائي، فضلا عن زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة.

ويُستخدم حوالي 40% من أراضي العالم، أي ما يعادل 5 مليارات هكتار، للزراعة بينما يُخصص ثلث هذه المساحات لأغراض زراعة المحاصيل، والباقي لرعي الماشية.

ولا يحظى العالم بسجل حافل في ما يتعلق بالممارسات الزراعية المستدامة منذ 500 عام، حيث أدى النشاط البشري إلى تدهور ما يقرب من ملياري هكتار من الأراضي.

كما ساهم ذلك في إطلاق حوالي 500 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون نتيجة لاضطرابات التربة، أو حوالي ربع إجمالي الغازات الدفيئة التي تسهم في ارتفاع درجات الحرارة اليوم.

ومن المحتمل أن يؤدي المزيد من تدهور الأراضي حتى عام 2050 إلى إضافة 120 مليار طن أخرى من مكافئ ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، الأمر الذي يفاقم مشكلة تغير المناخ.

وأظهر تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي أن استثمار 2.7 تريليون دولار سنويا، تُنفق في محاولات استعادة النظام البيئي والزراعة المتجددة ونماذج الأعمال الدائرية، يمكن أن يضيف 400 مليون وظيفة جديدة، وتوليد قيمة اقتصادية بأكثر من 10 تريليونات دولار سنويا.

يشار إلى أن تدهور الأراضي والجفاف يؤثران على كل بلاد العالم دون استثناء، بل حتى أكبر اقتصاد في العالم لا يمكنه تجاهل تدهور الأراضي.

المصدر: بلومبرغ