أكّد متخصصون أن الأردن قد انتقل في السنوات الماضية إلى مرحلة الحلول المستدامة، وذلك عبر تطوير آليات البحث العلمي واستصلاح الأراضي الزراعية ودعم وتحفيز المزارعين، ما يؤدي إلى تعزيز الأمن الغذائي، مع مراعاة التحديات التي فرضتها مآسي الحروب من تدفق اللاجئين، وما يترتب عليه من نمو سكاني “غير طبيعي” بموازاة تحدي التغير المناخي.

وقال عاكف الزعبي، رئيس لجنة المياه والزراعة في مجلس الأعيان، إن الأردن استشرف التحديات التي قد تواجه الأمن الغذائي انطلاقا من مطالعته لميزان الغذاء في الأردن وأحوال سوق الغذاء الدولي من حيث تذبذب العرض والطلب، في ضوء وتيرة التزايد السكاني العالمي، لافتا إلى ضرورة وضع استراتيجية تتضمن خطة تنفيذية شاملة ومتكاملة لعشر سنوات.

من جانبه؛ أكّد عوني كلوب، رئيس المنتدى العربي للزراعة، أن الاهتمام بالأمن الغذائي ليس جديدا، بل هو نهج ذو بعد استراتيجي ورؤية بعيدة المدى لاستشراف المستقبل، مشيرا إلى أن الأردن كان من أفضل الدول في منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بمخزون الحبوب وتوفيرها أثناء الحرب الروسية الأوكرانية.

كما تم اطلاق الخطة الوطنية للزراعة المستدامة 2022 – 2025، والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2021 – 2030، واللتين شكلتا مرتكزا للجانب الزراعي من رؤية التحديث الاقتصادي، بالتزامن مع استضافة الأردن اجتماعا، ضمّ وزراء زراعة العراق وسوريا ولبنان والأردن، لبحث سبل وآفاق التعاون الإقليمي في الزراعة والأمن الغذائي.

بدوره؛ أكد فتحي الجغبير، رئيس غرفة صناعة الأردن، أنه وحتى نهاية الربع الثالث من العام الماضي، تم توقيع اتفاقيات مع مستثمرين مـن القطاع الخاص لإنشاء 13 مصنعا للصناعات الزراعية المعتمدة على المنتجات الزراعية المحلية فـي المدن الصناعيـة، مشيرا إلى أهمية المتابعة الحثيثة لدعم مستقبل الصناعات الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي.

وقال الجغبير إن القطاع شهد العديد من التطورات، حيث أصبحت الصناعات الغذائية تلعب دورا بارزا على مستوى الاقتصاد الوطني، ودعم الإنتاج المحلي وتعزيز القيمة المضافة من خلال امتلاكه للعديد من الأصناف الغذائية المتنوعة والقادرة على تلبية احتياجات السوق المحلي، وبالجودة والكميات المطلوبة.

ويرى الخبراء أن الأمن الغذائي يتأثر بعدة عوامل، من التغير المناخي وشح المياه والجفاف وتذبذب الهطول المطري، إضافة إلى الأزمات الجيوسياسية التي تعصف بالمنطقة والعالم، ما يتطلّب تطوير منظومة العملية الزراعية، وإدخال التكنولوجيا الحديثة، ودعم البحث العلمي، والحد من فاقد الأغذية.