دور حيوي للحيتان في تنظيم دورة الكربون على الأرض

Feb 10, 2024

أفادت دراسة حديثة، قادها علماء من جامعة ألاسكا الجنوبية الشرقية، بإمكانية عزل الكربون باستخدام أكبر حيوان على سطح الأرض؛ الحيتان.

وقد استكشف الباحثون، في ورقتهم البحثية التي نشرت في دورية تريندز إن إيكولوجي آند إيفولوشن (Trends in Ecology and Evolution)، الكيفية التي تستطيع بها هذه الكائنات البحرية العملاقة التأثير على كمية الكربون في الهواء والمياه، والتي من المحتمل أن تسهم في تقليل إجمالي ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي.

ووفقا للدراسة؛ فإن من الممكن أن يصل وزن الحيتان إلى 150 طنا، ويمكنها العيش أكثر من 100 عام. وكغيرها من الكائنات الحية، فإن الكتلة الحيوية الضخمة للحيتان تتكون بشكل كبير من الكربون، ومن ثم فإنها تعدّ من أكبر أحواض الكربون السابحة في بطن المحيط. ويشار إلى أن هذا النظام البحري يعد مسؤولا عن تخزين 22% من إجمالي الكربون على الأرض.

ونظرا لكونها تمثل مستودعا كبيرا للكربون، فإن “فهم دور الحيتان في تنظيم دورة الكربون يعتبر من المجالات الحديثة الناشئة والمهمة التي تحاول إيجاد إستراتيجيات للحفاظ على البيئة البحرية وتغير المناخ”، حسب ما تقول هايدي بيرسون، قائدة الدراسة من جامعة ألاسكا الجنوبية الشرقية.

وللحيتان أيضا دور في التأثير على ديناميكية المغذيات ودورة الكربون في المحيط، فحيتان البالين على سبيل المثال تقوم بواحدة من أطول الهجرات على سطح هذا الكوكب؛ الأمر الذي يحدث تغييرا في ديناميكية المغذيات تبعا لهجراتها الطويلة.

وتستهلك الحيتان ما يصل إلى نحو 4% من وزن أجسامها الضخمة من الكريل والعوالق النباتية (التي تعتمد على التمثيل الضوئي) كل يوم. وبالنسبة للحوت الأزرق، فإن هذا الحجم يعادل نحو 8 آلاف رطل. وعندما تنتهي الحيتان من هضم طعامها، فإن فضلاتها تكون غنية بالعناصر الغذائية المهمة التي تساعد الكريل والعوالق النباتية على النمو والازدهار، ومن ثم زيادة عميات التمثيل الضوئي وتخزين الكربون من الغلاف الجوي.

يمكن للحيتان الزرقاء العيش حتى 90 عاما. وعندما تموت هذه الحيتان، فإن أجسادها تبلى ومن ثم ينتقل الكربون الذي تحتوي عليه إلى أعماق المحيطات حيث يتحلل. وتُكمل هذه الدورة مضخة الكربون البيولوجية، حيث يتم تبادل المغذيات والمواد الكيميائية بين المحيط والغلاف الجوي من خلال مسارات بيولوجية وجيولوجية وكيميائية معقدة.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن الصيد الجائر أدى إلى انخفاض أعداد الحيتان بنسبة 81%، ما سيحمل تبعات غير معروفة على مضخة الكربون البيولوجية تلك. ولذا، فإن الباحثين يؤكدون أن “تعافي الحيتان لديه القدرة على إحداث تعزيز مستدام لمخزون الكربون في المحيط”، وذلك يتطلب بلا شك آليات فاعلة ومتداخلة للحفاظ عليها.

المصدر: دورية تريندز إن إيكولوجي آند إيفولوشن