كيف نجعل الطاقة النظيفة في متناول الجميع؟

Feb 03, 2024

هل واجهت من قبل اختيارا بين شراء الطعام أو الحفاظ على تدفئة المنزل أو الحصول على الأدوية الطبية؟ هذه أمثلة على أنواع المفاضلات التي تتصارع معها أكثر من 33 مليون أسرة أميركية تعاني انعدام أمن الطاقة، خلال فترات البرد، مثل تلك التي اجتاحت البلاد مؤخرا.

هذا هو الحال في المدن والمناطق الريفية، التي تقوم فيها تركيبات “الطاقة الشمسية المجتمعية” بتشغيل المنازل والشقق منخفضة الإيجار، ما يمكن السكان من خفض فواتيرهم الشهرية.

ولكن؛ كيف تقوم بتركيب لوحة شمسية إذا كنت تستأجر في مبنى سكني بسقف مشترك؟ أو كيف يمكنك شراء مضخة حرارية موفرة للطاقة، تكلف آلاف الدولارات، إذا كنت تعيش على راتبك فقط؟!

من المقرر هذا العام في الولايات المتحدة الأميركية أن تقدم الحكومة الفيدرالية عشرات المليارات من الدولارات كـ”حوافز الطاقة” التي يمكن أن تساعد المزيد من الأسر على التخلص من شحّ الطاقة، وتحسين جودة الهواء في مجتمعاتهم، وخفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتشمل هذه الحوافز تخفيضات على الأجهزة المنزلية الكهربائية التي تقلل من استخدام النفط والغاز، ومِنَح الطاقة الشمسية المجتمعية التي تستهدف المجتمعات ذات الدخل المنخفض، ما يمكن الأميركيين من استخدام مصادر الطاقة المتجددة والانتقال إلى تكنولوجيا نظيفة، بدلا من إدارة منازلهم بالوقود الأحفوري.

ولتحقيق النجاح في ذلك؛ يجب على كافة الولايات والمرافق أن تدعم الربط البيني لمشاريع الطاقة المتجددة بالشبكة الرئيسة للطاقة، وكذلك الربط بين الحسومات الحكومية والمحلية والفيدرالية لتغطية التكاليف الأولية، المتعلقة بالتحسينات الموفرة للطاقة، للأسر ذات الدخل المنخفض. هذا إلى جانب تدريب المقاولين لخفض تكلفة التكنولوجيا النظيفة.

يقول آري ماتوسياك، الرئيس التنفيذي لمنظمة ريوايرينج أميركا (Rewiring America)، وهي منظمة غير ربحية، إن إحدى الطرق للقيام بذلك هي خفض التكاليف، علاوة على تقديم برامج التعليم المجتمعي التي تجعل التكنولوجيا والحسومات أسهل للفهم. للحصول على لمحة عما هو ممكن، انظر، على سبيل المثال، إلى ما قامت به ولاية ماين، حيث دفعت السكان إلى استبدال أفران النفط والغاز بمضخات حرارية تعمل بالكهرباء. لقد تجاوزت هذه الولاية بالفعل الهدف الذي حددته في عام 2019 لتركيب 100 ألف مضخة بحلول عام 2025، بوتيرة ثلاثة أضعاف المعدل الوطني.

لقد فعلت ذلك من خلال برنامج تفاوض على أسعار التجزئة المنخفضة، والذي يقدم خصومات فورية سخيّة في المتاجر الكبيرة. والنتيجة: شهد العديد من سكان الولاية تخفيضات في فواتير الطاقة الإجمالية، وفي انبعاثات الوقود الأحفوري. وبموجب هذا البرنامج؛ يتقاسم المستأجرون وأصحاب الشقق من ذوي الدخل المنخفض الطاقة والإيرادات من المشاريع.

وفي دنفر، في عام 2020، وافق الناخبون على زيادة ضريبة المبيعات بنسبة 0.25%، والتي حققت حتى الآن حوالي 40 مليون دولار سنوياً، لتمويل منشآت الطاقة الشمسية المجتمعية، ومنافذ الدراجات الإلكترونية للعاملين الأساسيين، والتعديلات التحديثية للمنازل ذات الدخل المنخفض. وكذلك قامت المجتمعات في ولايتي أوريجون وواشنطن بتجميع الطلب على المضخات الحرارية للتفاوض على أسعار أقل، وتحفيز المقاولين على التدريب على تركيبها. ولكن العديد من الولايات الأخرى قد وضعت -بدلاً من ذلك- حواجز أمام الوصول إلى الطاقة النظيفة.

هناك حوالي 20 ولاية فقط لديها قوانين تشجّع مشاريع الطاقة الشمسية المجتمعية. لقد أحبطت شركة المرافق في نيو أورليانز، إنترجي، الطاقة الشمسية المجتمعية لسنوات من خلال الفشل في منح مطوري الطاقة الشمسية سعر سوق تنافسي. وفي ولاية فرجينيا، من المحتمل أن يتم ثني بعض عملاء شركة دومينيون إينرجي (Dominion Energy) عن المشاركة في الطاقة الشمسية المجتمعية بسبب اشتراط دفع فاتورة شهرية بحد أدنى قدره 55.10 دولار. بالإضافة إلى رفض بعض حكام الولايات الجمهورية التقدم بطلب الحصول على أموال بموجب قانون الحد من التضخم، تاركين الأمر للمنظمات غير الربحية والمدن للحصول على أموال فيدرالية لمساعدة سكانها من ذوي الدخل المنخفض.

لم يعد من العدل أو الحكمة التعامل مع الطاقة النظيفة باعتبارها سلعة فاخرة للناس الذين يعيشون في الضواحي الغنية فقط. عائلات الطبقة العليا والمتوسطة، التي يمكنها بالفعل الحصول على الإعفاءات الضريبية الفيدرالية للمضخات الحرارية والمركبات الكهربائية، لا يزال لديها دورا كبيرا لتلعبه في بناء سوق التكنولوجيا النظيفة.

بقلم: بينا فينكاتارامان، ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن» – الاتحاد