الطعام أحد أسباب الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري

Jan 30, 2024

في ظل أزمة المناخ التي يعيشها العالم، فإن أصابع الاتهام دائما توجه نحو محطات الطاقة الكبيرة والسيارات الضخمة، وكل المصادر الرئيسية للغازات التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، إلا أن المفاجأة أن هناك مصدرا آخر يتسبب في التغير المناخي.

وجدت دراسة، تم نشرها بمجلة نيتشر، أن استهلاك الغذاء العالمي وحده يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجة مئوية واحدة بحلول نهاية هذا القرن، وهو أكثر من كافٍ لتجاوز حد 1.5 درجة مئوية، بموجب اتفاقية باريس.

كيف يؤثر الطعام على المناخ؟

يقدر تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في ديسمبر 2023 أن الإنتاج الحيواني يمثل نحو 12% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، ويأتي 62% منها من الماشية.

على سبيل المثال؛ يعاني سكان ألبرتا بكندا من آثار هذا الاحترار بشكل مباشر، حيث تدمر الحرائق والفيضانات والجفاف والآفات الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري محاصيلهم، لكنهم يتخذون أيضًا خطوات لمعالجة هذه المشكلة عن طريق تغيير طريقة تناولهم الطعام وزراعته.

ما علاقة اللحوم بالاحتباس الحراري؟

كشفت كاثرين إيفانوفيتش، الدكتورة في جامعة كولومبيا والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن الأبقار تنتج انبعاثات الغازات الدفيئة في الغالب من خلال تجشؤها وروثها، بالإضافة إلى أن الأسمدة المستخدمة في العلف والوقود الأحفوري للآلات الزراعية تساهم أيضًا في ذلك.

وقالت إيفانوفيتش “الحيوانات المجترة – مثل الأبقار – لديها هذه المعدة التي تعالج طعامها بشكل مختلف، وتنتج الكثير من غاز الميثان”، حيث يحبس الميثان حرارة أكثر بـ27 إلى 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون (الغاز الرئيسي المسبب للاحتباس الحراري).

وجدت إيفانوفيتش وفريقها أن إنتاج لحوم البقر والألبان سيمثل نحو 52% من الاحترار المتوقع من الآن وحتى عام 2030 نتيجة لذلك، أي أكثر من أي مجموعة غذائية أخرى.

كما وجد معهد الموارد العالمية أن لحم البقر ينتج 20 مرة أكثر من الغازات الدفيئة لكل جرام من البروتين الصالح للأكل مقارنة بالفاصوليا، وذلك لأن الأبقار تنمو وتتكاثر بشكل أبطأ من النباتات والحيوانات الأخرى، ما يجعلها أقل كفاءة، حيث يمكن إطعام عدد أكبر من الدجاج برطل من الحبوب مما يمكن إطعامه للأبقار.

ويعود جزء كبير من هذا التأثير إلى التغيرات في استخدام الأراضي، إذ أن تربية الأبقار تتطلب -عادة- قطع الغابات وتحويلها إلى مراعي أو محاصيل، والتي تخزن كميات أقل من الكربون مقارنة بالغابات.

المصدر: مجلة نيتشر