«الطائرات الكهربائية» أقلّ تأثيرا على المناخ بنسبة 60%

Jan 27, 2024

يحاول العلماء جاهدين التصدي للتأثيرات المناخية المحتملة من كل القطاعات، وفي دراسة جديدة، يقترح الباحثون اقتحام قطاع الطيران وتشجيع الطائرات الكهربائية كحل جيد رغم أنه يحتاج إلى المزيد من التطوير.

سهلت الرحلات الجوية على البشر السفر لمسافات بعيدة، واختصرت رحلات البشر القديمة التي كانت تستمر لأيام أو أسابيع أو حتى شهور إلى بضع ساعات.

لكن مع كثرة استخدامها، خاصة أنها تعتمد على الوقود الأحفوري، وتتسبب في 2% من انبعاثات الكربون العالمية، ونحو 4% من جميع تأثيرات التغيرات المناخية سنويًا، بدأ الضرر يظهر من قطاع الطيران، ما دفع بعض العلماء للبحث في حلول أخرى أكثر استدامة وأقل ضررًا، وكان أحد تلك الحلول الطائرات الكهربائية.

وفي محاولة لمقارنة الفرق بين الطائرات التي تعمل بالوقود الأحفوري والأخرى التي تعمل بالكهرباء، وجد الباحثون أنّ الطائرات التي تعمل بالكهرباء أقل تأثيرًا على المناخ. ونشر الباحثون ما توصّلوا إليه في دورية “The International Journal of Life Cycle Assessment” في أكتوبر 2023.

مقارنة

أراد الباحثون الكشف عن التأثيرات المناخية للطائرة الكهربائية، مقارنة بالطائرة التي تعمل بالوقود الأحفوري. لذلك، استخدموا طائرة كهربائية صغيرة بمعقدين تُسمى “Pipistrel Alpha Electro”، وهي تعمل بالبطارية الكهربائية ومكونة من مقعدين، ومتاحة تجاريًا. وقارنوها بنظيرتها التي تعمل بالوقود الأحفوري. وقاسوا مجموعة واسعة من التأثيرات المناخية، منها: كمية الانبعاثات الدفيئة، كمية المواد المعدنية، ودرجة التحمض.

وقام الباحثون بقياس تلك التأثيرات لمدة 1000 ساعة طيران، علمًا بأنّ العمر الافتراضي للطائرة هو 4000 ساعة؛ أي أنهم قاسوا التأثيرات المناخية للطائرتين خلال ربع دورة عمرها الافتراضي، ووجدوا أنّ التأثيرات المناخية للطائرات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية أقل من التأثيرات المناخية للطائرات التي تعمل بالوقود الأحفوري بنسبة 60% تقريبًا.

تحديات!

بالطبع لا يخلو الأمر من التحديات؛ والتي تتمثل في بطاريات الليثيوم المستخدمة في إنتاج الكهرباء، حيث يستهلك صنعها الكثير من الطاقة والموارد. وهذه نقطة مهمة أخذها العلماء بعين الاعتبار، ووجدوا أنه على المدى البعيد، تصبح الفوائد البيئية للطائرة أكبر من الأضرار المتعلقة بصنع البطاريات. من جانب آخر، كان عمر البطارية الافتراضي يحتاج إلى تطوير، وبالفعل استطاعت الشركة المصنعة زيادة عمرها الافتراضي، ما يعني وجود بصيص أمل في تطوير عمر البطارية، ما يعزز فكرة إنتاج طائرات أكثر استدامة.

يفتش العلماء دائمًا على حلول مبتكرة للتكيف مع ظاهرة الاحترار العالمي وتقليل الانبعاثات الدفيئة. مع ذلك، تظل التحديات قائمة، لكن ربما يأتي اليوم الذي يستطيع فيه الإنسان إيجاد حلول مبتكرة لكافة المجالات من أجل كوكب أكثر ملاءمة لعيش الأجيال القادمة.

المصدر: العين