بينما كان 2023 العام الأكثر سخونة على الإطلاق، طرحت شركات التكنولوجيا حلولاً ممكنة لهذه الأزمة الكبرى في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات (CES) لعام 2024، لمكافحة الاحترار المناخي.

وقد أثارت هذه الابتكارات، مثل استخلاص المياه من الهواء المحيط، والكشف عن تلوث المياه عبر رخويات متصلة بالإنترنت، اهتماماً كبيراً في أروقة المعرض، حيث قدمت شركة جينيسيس سيستمز (Genesis Systems) جهاز ووتركيوب (WaterCube)، بحجم وحدة لتكييف الهواء، يستطيع استخلاص مياه الشرب من الهواء المحيط.

وقال ديفيد ستوكينبرغ، الذي أنشأ الشركة مع زوجته شانون، “هدفنا الأساسي هو الاستجابة، بشكل مستدام، للنقص العالمي في مياه الشرب”، مشيرا إلى أن “آلاف مليارات الأطنان من الماء موجودة في الهواء في جميع أنحاء الكوكب”.

وبسبب الاحترار العالمي، فإن كمية بخار الماء الناتجة من تبخر أجسام الماء السائل على سطح الأرض ستزداد في الغلاف الجوي. لذلك، تسعى جينيسيس سيستمز إلى استخراج هذه المياه الموجودة في الهواء لتزويد سكان المناطق الجافة بهذا المورد الثمين، بحسب ستوكينبرغ، الذي أوضح أنه “بمجرد توصيل النظام بمنزلكم، يمكنكم الاستغناء عن الاتصال بشبكة المياه في المدينة”.

كما تسعى الشركة، التي يقع مقرها في ولاية فلوريدا الأميركية، أيضاً إلى إضافة إزالة الكربون من الهواء -وهي من العمليات الأساسية الأخرى في مكافحة الاحترار المناخي- إلى وظائف أجهزتها، حيث أن تقنية احتجاز الكربون تتطلب تجفيف الهواء، وهو ما يقوم به بالفعل “ووتركيوب”، وفقا لستوكينبرغ.

وقد استفادت شركات أخرى، مثل الشركة الفرنسية الناشئة مولوسكان (molluSCAN)، من معرض لاس فيغاس لعرض ابتكاراتها الرامية إلى حماية البيئة من التدهور المستقبلي، حيث قدمت الشركة تقنية مولوسكان-آي (molluSCAN-eye)، والتي تهدف إلى رصد التلوث المائي من خلال سلوك الرخويات، بطريقة أبسط وأسرع من تحليل عينات المياه، وذلك عبر توصيل المحار وبلح البحر بأقطاب كهربائية.

وفي مجال التلوث المائي أيضاً، قدمت شركة ماتر (Matter) تقنية ترشيح لالتقاط المواد البلاستيكية الدقيقة المنبعثة من الغسالات في مياه الصرف الصحي.

كما عرضت الشركة الأميركية الناشئة أمبييت فوتونكس (Ambient Photonics) لوحة شمسية داخلية قادرة على توليد الطاقة من الإضاءة الداخلية. وبالتالي، تدعي أنها ستتخلص من استخدام البطاريات في عدد كبير من الأجهزة الإلكترونية.

وكذلك في ممرات معرض لاس فيغاس، روّجت شركات أخرى لاستخدام المواد المعاد تدويرها أو المستدامة لمكافحة الاحترار العالمي، كما سلطت الضوء على الأجهزة منخفضة الطاقة أو حتى البطاريات الأكثر كفاءة.