نمو الطاقات المتجددة غير كاف لمواجهة الاحتباس الحراري

Jan 13, 2024

سجّل العالم في 2023 مستوى تاريخيا بزيادة الطاقة المتجددة بنسبة 50% مقارنة بـ2022، كما ذكرت وكالة الطاقة الدولية التي تتوقع وتيرة غير مسبوقة في السنوات المقبلة، مع أنها غير كافية في مواجهة تحدي الاحتباس الحراري.

وقالت الوكالة إن نحو 507 غيغاوات من الكهرباء المتجددة وُضعت في الخدمة، أي بزيادة 50% عما كان عليه الأمر في 2022.

وشدّد رئيس الوكالة، فاتح بيرول، على أنها “قفزة هائلة وتاريخية” تعادل المعدلات الحالية لألمانيا وفرنسا وإسبانيا مجتمعة. ويقدّر أن 75% من هذه المنشآت الجديدة هي في مجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية.

وكانت الصين مجددا المحرك الرئيس لهذا النمو بـ60% من البنية التحتية الجديدة، مع أكثر من 66% من توربينات الرياح على مدى عام واحد.

لكن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والبرازيل وصلت -أيضا- إلى مستويات غير مسبوقة، وحققت الهند تقدما كبيرا، بينما أشارت الوكالة إلى قفزة في جنوب شرق آسيا، وكذلك في الشرق الأوسط.

وتتوقع الوكالة أن تشهد السنوات الخمس المقبلة “أقوى نمو” على الإطلاق منذ 30 عاما.

وتؤكد أن “قدرة توليد الكهرباء المتجددة لم تتوسع بهذه السرعة على الإطلاق منذ عقود، ما يشكل فرصة حقيقية لتحقيق الهدف الذي حددته الحكومات في مؤتمر المناخ (كوب28)، والمتمثل في مضاعفة القدرة العالمية 3 أضعاف بحلول 2030″.

لكن الوكالة ترى أن هذه الوتيرة ليست كافية بعدُ، مشيرة إلى الحاجة لتمويلات للدول الناشئة والنامية.

دعم الدول النامية

وأشار بيرول إلى أن طاقة الرياح البرية والطاقة الكهروضوئية أرخص اليوم من محطات الوقود الأحفوري.

وشهد العام الماضي انخفاضا واضحا في أسعار الوحدات الكهروضوئية بنسبة 50% تقريبا خلال عام واحد، ويتوقع أن تستمر هذه الحركة مع الزيادة الملحوظة في القدرات التصنيعية، بحسب الوكالة التي أنشأتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) قبل نحو 50 عاما لمواجهة الصدمة النفطية.

وهدف مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة 3 مرات أمر مطروح على المستوى العالمي، مع اختلاف الاحتياجات من بلد إلى آخر.

فمن جانب الدول الغنية والدول الناشئة الكبيرة، تؤكد وكالة الطاقة الدولية ضرورة وضع حد للتردد في السياسات الوطنية والاستثمار في تحديث الشبكات، وتكييفها للحد من التأخير والتعقيدات الإدارية.

وقال التقرير إنه بالنسبة للبلدان الأخرى، فإن الوصول إلى التمويل وإنشاء أطر تنظيمية قوية سيكون حاسما، إلى جانب تحديد أهداف إنشاءات طاقات متجددة ما زالت غائبة في بعض الدول.

وأكد فاتح بيرول أن “توقيع أكثر من 200 دولة لاتفاقية (كوب28) أمر جيد”، موضحا “نعتقد أنها وقّعتها لأنها تأخذ ذلك على محمل الجد”.

وتدارك “لكننا نؤمن بالأرقام، لذلك ستتابع وكالة الطاقة الدولية التقدم الذي تحقق، وسنطلع الجمهور عليه”.

المصدر: وكالات