علماء يقدمون سيناريو جريئا لتغير المناخ

Jan 12, 2024

استخدم فريق دولي من العلماء مجموعة بيانات، تعود لـ500 عام، لتأطير “مسار تصالحي” يمكن للبشرية من خلاله تجنب أسوأ النتائج البيئية والاجتماعية لتغير المناخ.

ويرى ويليام ريبل، الباحث في جامعة أوهايو، أن السيناريوهات التي يستخدمها خبراء المناخ للتعامل مع المستقبل ليست كافية.

ودعا الفريق الدولي من العلماء إلى ضرورة إدراج السيناريو الخاص بهم في النماذج المناخية جنبا إلى جنب مع “المسارات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة (SSPs)”، وهو ما سيخفّض العالم من خلاله انبعاثات الغازات الدفيئة، ويحقق قدرا أكبر من الصحة البيئية والعدالة الاجتماعية.

ويقدم ريبل ومشاركين من الولايات المتحدة وهولندا وأستراليا مسارهم التصالحي في ورقة بحثية نشرتها مجلة (Environmental Research Letters)، ويقولون إن المسار مستوحى من مجموعة فريدة من متغيرات نظام الأرض التي توضح كيف انفجرت متطلبات البشرية من الموارد منذ عام 1850، ما يشير إلى التجاوز البيئي.

ويعتمد علماء المناخ حاليا على خمسة سيناريوهات مختلفة للمستقبل، وهي مجموعة تعرف باسم “المسارات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة (SSPs)”، وتم تطوير هذه المسارات من قبل فريق دولي واستخدمتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، وهي تتبع كيفية تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري في السنوات القادمة، بناء على مدى سرعة خفض البلدان للانبعاثات وعلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية، مثل السكان والتعليم وتطوير التكنولوجية.

ويوضح ريبل أن المسار التصالحي “سيمثل عالما أكثر إنصافا ومرونة، مع التركيز على الحفاظ على الطبيعة كحل طبيعي للمناخ، والرفاهية المجتمعية ونوعية الحياة، وارتفاع مستويات التعليم، ما يؤدي إلى مستويات معيشة أعلى، والانتقال السريع نحو الطاقة المتجددة”.

وخلافا لبعض المسارات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة الحالية، فإن المسار التصالحي لا يعتمد على تطوير تكنولوجيات احتجاز الكربون ولا يفترض استمرار النمو الاقتصادي، كما تفعل المسارات المستدامة.

وقال العلماء إن المسار الجديد يمكن أن يشمل “زيادة التقارب بين نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، واستهلاك اللحوم، واستخدام الطاقة في جميع أنحاء العالم، لتعزيز المساواة بين الشمال العالمي والجنوب العالمي”.

ويوضح ريبل “قمنا بتجميع مجموعة متنوعة من متغيرات نظام الأرض على مدار الـ500 عام الماضية، بما في ذلك انبعاثات الوقود الأحفوري، وعدد السكان، والناتج المحلي الإجمالي، واستخدام الأراضي، وانبعاثات الغازات الدفيئة، ودرجة الحرارة. وبالانتقال إلى عام 2100، استخدمنا توقعات المسارات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة لبعض المتغيرات، لكننا نختلف في كيفية تعاملنا مع الأراضي الزراعية المستقبلية وأكسيد النيتروز (الغازات الدفيئة)”.

وأضاف “بالمقارنة مع السيناريوهات القياسية المستدامة، فإن السيناريو الذي نقترحه أقل اعتمادا على التطورات التكنولوجية لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يركز بشكل أكبر على معالجة عدم المساواة في الاستغلال المفرط للكوكب، ونحن نتوقع تحسين التنوع البيولوجي في السيناريو الخاص بنا. والفرق الرئيسي الآخر هو ما نتوقعه من الناتج المحلي الإجمالي. يعمل السيناريو الخاص بنا على استقرار الناتج المحلي الإجمالي بمرور الوقت بدلا من ارتفاعه بشكل مستمر”.

يمكن لمسارنا المقترح، بحسب ريبل، أن يحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بشكل أكثر فعالية بكثير من المسارات التي تدعم ارتفاع استهلاك الموارد من قبل الدول الغنية.

المصدر: موقع فيز دوت أورغ