ندرة الثلوج تحد من إمدادات المياه لمئات الملايين من السكان

Jan 12, 2024

على الرغم مما تشهده أوروبا منذ أيام من تساقط للثلوج، تشكل ندرتها الناجمة عن ظاهرة الاحترار المناخي عنصراً يهدد إمدادات المياه لمئات الملايين من السكان، وفق ما حذرت منه دراسة نشرتها مجلة “نيتشر”.

ومن المرجح أن يتفاقم هذا المنحى، وفق ما توقع معدو الدراسة، وهم باحثون في جامعة دارتموث، حيث قارنوا نماذج مناخية وبيانات مسجلة على مدى أربعة عقود ومستقاة من مراقبة المتساقطات والغطاء الثلجي في مارس، عندما يبدأ الذوبان.

وبينت النتائج التي توصل إليها هؤلاء الباحثون أن 80% من كتلة الثلوج في النصف الشمالي من الكرة الأرضية موجودة في مناطق شديدة البرودة، حيث يكون متوسط الحرارة في فصل الشتاء أقل من ثماني درجات مئوية تحت الصفر، وحيث يتأثر الغطاء الثلجي قليلاً أو لا يتأثر إطلاقاً بالتغير المناخي.

وفي المقابل، تقع نسبة الـ20% المتبقية بمناطق يزيد فيها متوسط الحرارة عن ثماني درجات تحت الصفر، وهي عتبة تؤدي بعدها أدنى “زيادات الحرارة الهامشية إلى خسائر متزايدة في الثلوج” لكل 10 درجات.

ومن المعلوم، بحسب معدي الدراسة، أن أربعة من كل خمسة من سكان النصف الشمالي للكرة الأرضية يعيشون في مناطق تعتمد بدرجات متفاوتة على هذا الغطاء الثلجي.

ولاحظ الباحثون أن مناطق جنوب غربي الولايات المتحدة وشمال شرقها، وكذلك أوروبا الوسطى والشرقية، شهدت انخفاضاً في الغطاء الثلجي بنسبة 10-20% كل عقد منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وتتسبب ندرة الثلوج بتناقص كمية المياه التي تنتج في الربيع عن الذوبان وترفد الأنهار والجداول وتروي التربة.

وشهد حوضا نهري مسيسيبي العلوي في الولايات المتحدة والدانوب في أوروبا، اللذان يبلغ عدد سكان كل منهما توالياً 84 مليون نسمة و92 مليوناً، انخفاضاً لهذا السبب بنسبة 30 و40% بمصادر المياه المتاحة.

وتوقع المعد الرئيس للدراسة، ألكسندر غوتليب، وهو طالب دكتوراه في جامعة دارتموث، أن “تكون هذه الأماكن بحلول نهاية القرن الـ21 خالية من الثلوج تقريباً في فترة نهاية مارس”.

وتنجم عن الاحترار أيضاً متساقطات شتوية تغلب فيها الأمطار على الثلوج، ما سيتبعه جرياناً سطحياً فورياً وفيضانات، بدلاً من تخزين المياه على الجبال حتى الربيع والصيف، عندما تكون حاجة السكان إليها أكثر.

ولا تقتصر الأضرار التي يسببها تناقص الثلوج على الحد من الموارد المائية، بل يؤثر سلباً أيضاً على السياحة ومنتجعات التزلج.

كذلك يمكن أن يضر تحول الثلوج أمطاراً بالنظم البيئية، ما يعزز انتشار الطفيليات ويجعل الغابات أكثر عرضة للحرائق الناجمة عن الجفاف في مواسم الذوبان.

المصدر: مجلة نيتشر