المتاحف والمعارض المناخية لحماية الكوكب!

Jan 12, 2024

لطالما ارتبطت المتاحف حول العالم بالملف الثقافي؛ حيث ركزت منذ نشأتها على عرض الآثار وسرد التاريخ وحفظ التراث، لكن ماذا إن امتد دورها، باعتبارها من أكثر الآليات الفعالة لمخاطبة العقل البشري، إلى المساهمة في حل أزمة المناخ؟!

يضم العالم، وفقاً لليونسكو، نحو 104 آلاف متحف في مختلف أنحائه، يمكن أن تساهم في التوعية بقضية المناخ، من خلال توثيق وسرد ومحاكاة ما أحدثته التغيرات المناخية في العالم، عبر عرض صور وفيديوهات لآثار الكوارث الطبيعية التي لحقت بالدول نتيجة التغير المناخي، بما يعزز الحفاظ على البيئة، وتجنب السلوكيات الخطأ التي تؤذي الطبيعة، وتضر البشرية جمعاء.

بدأ العالم يخطو خطوات مهمة تجاه المتاحف والمعارض المناخية، منها معرض “سبورا” الذي أُقيم في 10 مايو 2023 بالمعهد السويسري بمدينة مانهاتن الأمريكية، والذي يعرض صوراً وفيديوهات تحاكي التغيرات المناخية، في صورة أعمال فنية معروضة على السلالم والممرات والسقف. وتطبيقاً للاستدامة؛ استُخدم الطلاء المتبقي من الرسومات في تزيين المعرض.

وتضمن المعرض لقطات مثيرة متعددة، أبرزها مجموعة صور مؤطرة للفنانة ماري مانينغ، منها صورة لشجرة “قيقب” بها بقع قطران فطرية، مع صورتين من الزجاج الملون، بعنوان طويل مقتبس من كتاب (خطأ غير ضار) لهيلين ميرا عام 2023، “كل الحياة التى عشناها والتي سنعيشها مليئة بالأشجار وأوراق الشجر المختلفة”.

تحتاج المدن إلى التكيف مع الارتفاع العالمي لدرجات الحرارة، لذا قام الأخوان، خبيرا العمران، أحمد وراشد بن شبيب، بتنظيم معرض “المدن الساخنة” خلال الفترة من 25 أبريل إلى 5 نوفمبر 2023 في متحف فيترا للتصميم بألمانيا، الذي يقدم وجهات نظر جديدة عن تكيف المعمار مع التغير المناخي.

نُظِّم المعرض على شكل دائرة من الأقواس القماشية، كل منها مخصص لمدينة في بلدٍ محددة، ويضم مواد أرشيفية، بالإضافة إلى نماذج صغيرة الحجم لهياكل معمارية صُمِّمَت للتخفيف من قسوة المناخات الحارة. وبالنسبة إلى الأرشيف؛ فهو بمنزلة مكتبة من المفردات المعمارية لكل من العواصم العشرين في العالم العربي، بما في ذلك بغداد في العراق، والقاهرة في مصر، ودبي في الإمارات العربية المتحدة، والرياض في المملكة العربية السعودية.

وتضمن المعرض مباني تاريخية متعددة، منها قصر طويق في الرياض الذي يضم عدداً لا يُحصى من أبراج المياه والنوافير، بالإضافة إلى مبانٍ تعود إلى القرن التاسع، مثل مسجد ابن طولون في القاهرة؛ إذ يشتمل تصميم المسجد على أقواس وممرات للتبريد داخله.

المصدر: مواقع إلكترونية