قال جيمس هانسن، عالم ناسا السابق، والذي نبّه العالم إلى مخاطر تغير المناخ في ثمانينيات القرن الماضي، إن درجة الحرارة العالمية ستتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية بحلول شهر مايو المقبل، محذرا من أن البشرية ستدخل حقبة شديدة الحرارة خلال العام 2024.

وأكّد هانسن أن الاحتباس الحراري الناجم عن حرق الوقود الأحفوري، والذي تضخم بسبب ظاهرة النينيو المناخية، سيدفع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، بما يصل إلى 1.7 درجة مئوية عمّا كان سائدًا قبل الثورة الصناعية.

وأضاف هانسن أنه حتى بعد انحسار ظاهرة النينيو المناخية، فإن السنوات المقبلة ستبقى -في المتوسط- عند عتبة 1.5 درجة مئوية، مشيرا إلى أن ارتفاع درجة حرارة العالم بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة يُعزز من حصول الكوارث المناخية، مثل ذوبان الجليد، ما يجعل سطح الأرض أكثر قتامة، وبالتالي يمتص المزيد من أشعة الشمس.

وفي نشرة صدرت مع باحثين آخرين في مجال المناخ، قال هانسن “إن سقف الانحباس الحراري العالمي البالغ 1.5 درجة مئوية قد تم تجاوزه بسبب الخلل الكبير في توازن الطاقة، موضحا أن معدل الاحتباس الحراري يتسارع بسبب اتساع الفجوة بين كمية الطاقة التي تمتصها الأرض من الشمس والكمية العائدة إلى الفضاء”.

“نحن لا ننتقل إلى عالم تبلغ فيه درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية، بل سنمر به لفترة وجيزة في العام 2024، وسنمر بعالم درجتين مئويتين في ثلاثينيات القرن الحالي ما لم نتخذ إجراءات للمحافظة على توازن الطاقة في كوكبنا”، بحسب هانسن.

وقد أكّدت بيانات جديدة، صدرت مؤخرا عن مختلف الوكالات العلمية العالمية، أن العام 2023 كان الأكثر سخونة على الإطلاق، فيما حذر العلماء من أن درجات الحرارة القياسية التي سجلت قد يتم تجاوزها مجددا هذا العام.

وأوضحت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي أن العام 2023 كان بالفعل الأكثر سخونة منذ العام 1850، إذ بلغت درجة حرارة سطح البحر حول العالم مستويات غير مسبوقة، مضيفة أن العام 2023 كان في المتوسط أكثر دفئا بمقدار 1.48 درجة مئوية من مستويات ما قبل العصر الصناعي، عندما بدأ البشر في حرق الوقود الأحفوري على نطاق واسع.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد علق في سبتمبر الماضي على الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة، قائلا “إن كوكبنا عانى للتو من موسم من الغليان. إنه الصيف الأكثر سخونة على الإطلاق”، معتبرا أن “الانهيار المناخي قد بدأ”.

كما أن علماء الأرصاد الجوية في كوبرنيكوس يعتقدون أن هذا الرقم القياسي يمكن تجاوزه مرة أخرى قريبا جدا، إذ تشير توقعاتهم إلى أن العام 2024 قد يكون أكثر سخونة، ما يؤدي إلى المزيد من الأحوال الجوية القاسية التي عانى منها العالم العام الماضي.