تأثير «هائل» على المناخ بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة

Jan 10, 2024

أظهرت دراسة جديدة، نشرتها الغارديان، أن الأشهر الأولى من الحرب الإسرائيلية على غزة قد أنتجت كميات من الغازات المسببة للاحتباس الحراري أكثر مما تنتجه 20 دولة خلال عام واحد.

ووفقًا للدراسة، التي تعتمد على عدد قليل فقط من الأنشطة كثيفة الكربون، وبالتالي ربما تكون أقل من الواقع بشكل كبير، فإن تكلفة المناخ خلال الأيام الستين الأولى من العدوان العسكري الإسرائيلي، كانت تعادل حرق ما لا يقل عن 150 ألف طن من الفحم.

ويشمل التحليل، ثاني أكسيد الكربون الناتج عن مهمات الطائرات والدبابات والوقود من المركبات الأخرى، بالإضافة إلى الانبعاثات الناتجة عن صنع وتفجير القنابل والمدفعية والصواريخ، ولا يشمل الغازات الأخرى المسببة للاحتباس الحراري مثل الميثان. وكان ما يقرب من نصف إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بسبب طائرات الشحن الأميركية التي تنقل الإمدادات العسكرية إلى إسرائيل.

وولّدت الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على إسرائيل، أثناء نفس الفترة، حوالي 713 طنًا من ثاني أكسيد الكربون، تعادل حوالي 300 طن من الفحم، وهو ما يؤكد التباين في آلية الحرب لدى كل جانب.

وقال بنجامين نيمارك، أحد كبار المحاضرين في جامعة كوين ماري، “هذه الدراسة ليست سوى لقطة من البصمة العسكرية الأكبر للحرب. صورة جزئية لانبعاثات الكربون الهائلة والملوثات السامة الأوسع التي ستبقى لفترة طويلة بعد انتهاء القتال”.

ويقدر البحث الجديد أن تكلفة الكربون لإعادة بناء 100 ألف مبنى متضرر سوف تولّد ما لا يقل عن 30 مليون طن من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وهذا يعادل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية في نيوزيلندا، وأعلى من 135 دولة وإقليمًا آخر، بما في ذلك سريلانكا ولبنان وأوروغواي.

وقال ديفيد بويد، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان والبيئة، “يساعدنا هذا البحث على فهم الحجم الهائل للانبعاثات العسكرية الناتجة عن الاستعداد للحرب، وتنفيذ الحرب، وإعادة البناء بعد الحرب. إن الصراع المسلح يدفع البشرية إلى أقرب شفا كارثة مناخية، وهو وسيلة غبية لإنفاق ميزانيتنا المتقلصة من الكربون”.

إن العواقب المناخية، بما في ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر والجفاف والحرارة الشديدة، تهدد بالفعل إمدادات المياه والأمن الغذائي في فلسطين.

وحذر الخبراء من أن الوضع البيئي في غزة أصبح الآن كارثيا، حيث تم تدمير أو تلويث جزء كبير من الأراضي الزراعية والبنية التحتية للطاقة والمياه، مع ما يترتب على ذلك من آثار صحية مدمرة ربما تستمر لعقود قادمة. وقالوا إن ما بين 36% إلى 45% من المباني في غزة –المنازل والمدارس والمساجد والمستشفيات والمحلات التجارية– قد دمرت أو تضررت حتى الآن، ويعتبر البناء محركًا رئيسًا لظاهرة الاحتباس الحراري.

المصدر: الغارديان