إضاءة أمل أخير للتعافي المناخي

Jan 09, 2024

كم قمة مناخ واحتشادا للقادة وتحركات لناشطي البيئة والمناخ ينبغي أن نعيش حتى يَشرع العالم بالتحرك في الاتجاه الصحيح لضمان تعافي الكوكب من مخاطر احترار المناخ؟!

الأدلة بشأن آثار تغير المناخ واضحة لا لبس فيها، وما لم نتحرك بالسرعة اللازمة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فلن نتمكن من درء أسوأ عواقب تغير المناخ. أصبح العالم -حاليا- أكثر دفئا بمقدار 1.2 درجة مئوية عن فترات ما قبل الثورة الصناعية.

ومما يتوجب التحول نحو اعتماده وتنفيذه بلا تردد، الحد من استخدام الوقود الأحفوري؛ الفحم والنفط والغاز، والذي كلّما زاد استخراجه وحرقه؛ ازداد التغير المناخي سوءًا.

لذا؛ يتوجب الاستثمار في مختلف أشكال الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة، والتي يُمكن استخدامها كبديل للوقود الأحفوري، منها: الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والأمواج، والمد والجزر، وطاقة الأرض الحرارية. كما ينبغي الحد من استخدام المركبات التي تعمل بالبنزين والديزل؛ وذلك عن طريق استخدام السيارات الكهربائية، أو استخدام وسائل النقل الجماعي، أو ركوب الدراجات، أو غيرها.

ومن الأهمية بمكان؛ العمل على تحسين الممارسات الزراعية، والتي تعزز بدورها امتصاص الكربون، إذ تستخدم النباتات البناء الضوئي للنمو؛ فتسحب ثاني أكسيد الكربون اللازم لذلك، ما يُبعده عن التربة.

كما أن حماية الغابات وسن القوانين اللازمة لتحديد طرق التعامل معها وكيفية استغلالها؛ يُعد أمرا ضروريا للوقاية من تغير المناخ، إذ أن قطع الأشجار العملاقة يعني إزالة الوسيلة الأساسية التي تمتص كميات كبيرة جدا من الكربون.

تُظهر الأبحاث أنه مع ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين، سيصاحب ذلك المزيد من موجات الجفاف الشديدة والفيضانات المدمرة وحرائق الغابات والعواصف.

قد تبدو النظرة المستقبلية مثيرة للإحباط، لكن لا يزال بإمكاننا القيام بالكثير لتغيير هذه السَّرديَّة.

قال نيكلاس هاغيلبيرج، منسق تغير المناخ في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، “تتطلب حالة الطوارئ المناخية اتخاذ إجراءات من جانبنا جميعا. نحتاج إلى الوصول بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، ولكل شخص منا دور يلعبه. كأفراد؛ يتعين علينا أن نغير عاداتنا الاستهلاكية، والضغط على السياسيين والشركات لدعم الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات وتقليل التلوث الكربوني”.

وأخيرا؛ يمكن للأفراد أيضا تحفيز التغيير من خلال مدخراتهم واستثماراتهم، وذلك عن طريق اختيار المؤسسات المالية التي لا تستثمر في الصناعات الملوثة للكربون، الأمر الذي يرسل إشارة واضحة إلى أصحاب الأعمال للقيام بالمزيد من الاستثمارات الأخلاقية، ما يسمح للأفراد باستخدام أموالهم لدعم قضايا المناخ.

بقلم: سليمان يوسف – جريدة المغرب