البرد وامتصاص ثاني أكسيد الكربون

Jan 07, 2024

تسببت موجة البرد الأخيرة في تجمد كوريا الجنوبية، ما أدى إلى إغلاق 247 متنزهاً وطنياً، وإلغاء 14 رحلة داخلية، و107 رحلات على متن السفن السياحية، وفي حين أن موجة البرد حدت بشكل كبير من انتشار الجسيمات التي تعيش في الجو، تشير دراسة حديثة إلى أنه، بجانب تناقص الجسيمات، فإنها تسهم بشكل كبير في زيادة امتصاص ثاني أكسيد الكربون عن طريق بحر الشرق أو ما يسمى ببحر اليابان الذي يقع بين شبه الجزيرة الكورية واليابان.

فوفقاً لدراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين بقيادة جامعة بوهانغ للعلوم والتكنولوجيا، كوريا الجنوبية، فإن جو القطب الشمالي البارد يؤثر في امتصاص ثاني أكسيد الكربون في بحر اليابان.

وقام فريق البحث بالتحقيق في العلاقة بين الدوران العميق لسطح البحر وقدرته على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، واستخلصوا من ملاحظات 1992 و1999 و2007 و2019، والفترة الأولية الواقعة بين عامي 1992-1999، أن المحيط يمتص 20 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وفي الفترة اللاحقة الواقعة بين عامي 1999-2007، انخفض هذا القدر إلى أقل من 10 ملايين طن سنوياً، ومع ذلك، ارتفع مستوى الامتصاص للفترة الأخيرة 2007-2019، إلى 30 مليون طن سنوياً.

ولاحظ الفريق أن الدوران الداخلي على طول الساحل الشرقي داخل البحر تأثر بموجة برد القطب الشمالي، إذ يتسلل الهواء البارد من القطب الشمالي إلى بحر الشرق، ما يتسبب في زيادة كثافة المياه السطحية المحملة بثاني أكسيد الكربون، وتؤدي هذه العملية إلى تهوية رأسية، حيث ينزل الماء إلى طبقات المحيط الوسطى والعميقة، وبالتالي، فإن الهبوط المكثف للهواء البارد من القطب الشمالي يقوي الدوران الداخلي، ما يؤدي إلى زيادة امتصاص ثاني أكسيد الكربون في البحر.

وأفادت دراسة أجراها البروفيسور كيتاك لي بأن “المحيطات تمثل خزاناً هائلاً لثاني أكسيد الكربون وتوفر وسيلة آمنة ومستدامة للتخفيف من مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ومن الأهمية بمكان توقع قدرة المحيطات العالمية على إزالة الكربون، بينما نتنقل في التغيرات المناخية المستقبلية ونحدد الطرق المناسبة للاستفادة من هذه الإمكانات”.

وكشف بحث سابق ذو صلة أجراه الفريق، كيفية امتصاص المحيط لثاني أكسيد الكربون، وأن ما يقرب من نصف ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية يبقى في الغلاف الجوي، والنصف الآخر يدخل النظم البيئية البحرية والبرية، التي تقدم إمكانات هائلة وواعدة لتخزين ثاني أكسيد الكربون.

المصدر: مواقع إلكترونية