ما علاقة الذكاء الاصطناعي بالتغير المناخي؟ غوغل تجيب

Jan 05, 2024

في عالم يشهد تحولات متسارعة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ، يُثار السؤال حول إمكانية استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة لمكافحة التغيرات المناخية.

يعد تغير المناخ تحدياً عالمياً يستدعي تضافر جهود العلماء والمهندسين والخبراء في مختلف التخصصات لتسخير معارفهم ومهاراتهم لابتكار حلول لحماية كوكب الأرض، وهنا يمكن للذكاء الاصطناعي لعب دور غاية في الأهمية، وتسعى شركة غوغل لأن تكون رائدة في ربط الذكاء الاصطناعي بتغير المناخ بهدف التقليل من الانبعثات الكربونية.

وفي مقابلة مع “سي إن إن الاقتصادية”، تحدثت كبيرة مسؤولي الاستدامة في غوغل، كيت برندت، عن عدة مشاريع تعمل عليها الشركة لاستخدام الذكاء الاصطناعي للتقليل من أضرار التغير المناخي.

وقالت برندت إن غوغل أصدرت تقريراً بالتعاون مع شركة بوسطن للاستشارات كشفت فيه عن إمكانية تسخير الذكاء الاصطناعي في تسريع العمل المناخي من خلال استخدام التقنيات والحلول الحالية، مضيفة أن ذلك قد يؤدي إلى خفض الانبعاثات العالمية بنسبة تتراوح بين 5 و10% بحلول عام 2030، وهو ما يعادل تقريباً جميع انبعاثات الاتحاد الأوروبي.

وأضافت برندت أن استخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة الذكاء الاصطناعي التوليدي، لتحليل وتنظيم مجموعات البيانات المختلفة يمكن أن يستخرج رؤى أكثر فائدة، ما يوفر فرصة هائلة للشركات ومشرعي السياسات والأفراد.

ويمكن الاستعانة بتلك التقنيات لتخفيف آثار تغير المناخ بعدة طرق، مثل تحسين كفاءة الطاقة وتقليل الانبعاثات الناتجة عن قطاعات النقل والزراعة والصناعة، ليس هذا فقط، بل يمكن أيضاً استخدام الذكاء الاصطناعي للتكيف مع آثار تغير المناخ، من خلال تحسين قدرتنا على التنبؤ بالأحداث الجوية المتطرفة واتخاذ القرارات المناسبة وتوفير الأدوات التي تساعد على الاستجابة بشكل أفضل لتلك الأحداث.

وأشارت برندت إلى بعض المجالات التي حددتها الشركة لتطبيقات “التحسين” مثل تسلسل إشارات المرور وتقليل انبعاثات نفاثات الطائرات و”حلول التنبؤ” التي تشمل توفير تحذيرات مبكرة للفيضانات وحرائق الغابات.

وبدورها؛ تحاول غوغل تحقيق الريادة في هذا الصدد عبر أنظمة مبتكرة يمكنها التنبؤ المسبق بالفيضانات، وتقليل الانبعاثات الناجمة عن الطائرات والسيارات.

وتعمل غوغل مع منظمات دولية وإغاثية لتدريب المجتمعات المحلية، خاصةً في المناطق التي قد لا يتمكن سكانها من الوصول بسهولة إلى الهواتف الذكية، على استخدام هذه التكنولوجيا لتلقي تحذيرات مبكرة عن الكوارث الطبيعية، ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز الوعي والاستعداد لمواجهة الطوارئ البيئية.

يشار إلى أن هذه الرؤى تكشف أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية متقدمة، بل هو أداة قوية يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في مكافحة تغير المناخ وحماية كوكب الأرض، ويبقى التحدي هو إيجاد التوازن بين التقدم التكنولوجي والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية المترتبة عليه.

المصدر: سي إن إن الاقتصادية