«إيجاد» يحذر من هطول أمطار غزيرة حتى مارس المقبل

Jan 01, 2024

توقع مركز التنبؤات والتطبيقات المناخية التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيجاد”، أن يتلقى الجزء الأكبر من القرن الإفريقي أمطارا غزيرة بين يناير ومارس 2024، مع تغير نمط الطقس بعد أمطار النينيو الأخيرة.

وأضاف “إيجاد”، الذي يتخذ من العاصمة الكينية نيروبي مقرا له، أنه من المتوقع حدوث ظروف أكثر رطوبة من المعتاد في الأجزاء الجنوبية والاستوائية من المنطقة، والتي تشمل تنزانيا وبوروندي وكينيا وجنوب أوغندا، وكذلك جنوب غرب وشمال شرق إثيوبيا، بحسب ما أوردته صحيفة “إيسترن أفريكا” الكينية.

وأشار المركز الدولي لآثار الكوارث الطبيعية إلى أنه “من المتوقع أن تكون الظروف طبيعية إلى جافة أكثر من المعتاد في مناطق قليلة في وسط كينيا وشمال وغرب تنزانيا”، وتكون منطقة القرن الإفريقي جافة بشكل عام خلال الفترة التي تعقب موسم الأمطار القصير الممتد من أكتوبر إلى ديسمبر، إلا أن تغير المناخ يغير نمط الطقس.

وإلى جانب الأمطار الغزيرة المتوقعة، لاحظ “إيجاد” أن درجات الحرارة ستكون أعلى من المعتاد خلال هذه الفترة، وتشمل المناطق الأكثر تضررًا أجزاء من شمال كينيا والصومال وإثيوبيا، حيث قد ترتفع درجات الحرارة إلى ما بين 32 و40 درجة مئوية.

وشهد القرن الإفريقي، في العام الماضي، تغيرات سريعة في أنماط الطقس، مع انتهاء أسوأ موجة جفاف في مارس 2023، تليها أمطار النينيو في أكتوبر، والأمطار الغزيرة المتوقعة اعتبارا من يناير 2024.

وتسبب الجفاف الذي طال أمده في مواجهة 23.4 مليون شخص للجوع و5.1 مليون طفل للمعاناة من سوء التغذية الحاد، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي، وبالمثل، تسببت الفيضانات الناجمة عن أمطار النينيو في مقتل نحو 300 شخص وتشريد الملايين في الصومال وكينيا وبوروندي وإثيوبيا ورواندا وجنوب السودان والسودان وتنزانيا وأوغندا، حسب ما أشارت اللجنة الدولية لسياسات العمل السياسي.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن “نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​”، مؤكداً أنه “لا يوجد بلد محصن”.

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

وفي نهاية يوليو الماضي، حذر غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا “تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وقد حان عصر الغليان العالمي”.

المصدر: صحيفة إيسترن أفريكا