قد يصبح العيش في كوكب الأرض غير ممكن في هذا الموعد!

Dec 29, 2023

توقعت دراسة حديثة أجرتها جامعة بريستول، ونشرت في مجلة “Nature Geoscience”، بمستقبل مروع للأرض، حيث تتصور حدوث انقراض جماعي للثدييات بما في ذلك البشر.

فوفقا لنماذج مناخية، يمكن أن تصبح الأرض غير صالحة للسكن إلى حد كبير بالنسبة لمعظم الثدييات في حوالي 250 مليون سنة، ما يمثل تهديدا وشيكا بالانقراض الجماعي، يشبه ذلك الذي حل بالديناصورات.

يشير الباحثون من جامعة بريستول، في هذه الدراسة الحديثة، إلى تفاقم الظروف المناخية القصوى بشكل دراماتيكي عندما تتحد قارات العالم لتشكيل قارة عظمى واحدة، ما يخلق بيئة قاحلة يصعب العيش فيها.

وبناء على دراسة جوانب مناخية مختلفة، فقد أشار الباحثون إلى أن الحرارة ستزداد سوءا، إذ يتوقعون ارتفاعها إلى درجات قياسية لا يمكن تحملها، ما سينتج عنه انزلاقات تكتونية، والتي تؤدي بدورها إلى تكوين القارة العملاقة، الأمر الذي سيتسبب في حدوث انفجارات بركانية متكررة وعديدة، وإطلاق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وزيادة الاحتباس الحراري.

ويتوقع الباحثون أن تتراوح درجات الحرارة اليومية بين 40 درجة مئوية و50 درجة مئوية، مع قابلية للارتفاع أكثر من ذلك، وستتزامن مع ارتفاع كبير في نسبة الرطوبة في الجو، لذلك توصلوا إلى أن كل ما تم ذكره من الظروف المناخية القاسية التي ستشهدها الأرض في تلك السنوات ستجعل الكوكب خاليا إلى حد كبير من مصادر الغذاء والماء للثدييات، بما في ذلك البشر.

وقالت الدكتورة يونيس لو، الباحثة المشاركة في بحث “تغير المناخ والصحة” بجامعة بريستول، “من المهم للغاية ألا نغفل عن أزمة المناخ الحالية، والتي هي نتيجة للانبعاثات البشرية للغازات الدفيئة. وبينما نتوقع أن يصبح الكوكب غير صالح للسكن بعد 250 مليون سنة، فإننا نشهد اليوم بالفعل حرارة شديدة تضر بصحة الإنسان. ولهذا السبب من الأهمية البالغة الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية في أقرب وقت ممكن”.

وقال البروفيسور بنجامين ميلز، من جامعة ليدز، والذي أشرف على بحث حول ”حسابات ثاني أكسيد الكربون المستقبلية”، “نعتقد أن ثاني أكسيد الكربون يمكن أن يرتفع من حوالي 400 جزء في المليون في اليوم إلى أكثر من 600 جزء في المليون بعد ملايين السنين في المستقبل. وبطبيعة الحال، هذا إذا افترضنا أن البشر سوف يتوقفون عن حرق الوقود الأحفوري، وإلا فإننا سوف نرى هذه الأرقام في وقت أقرب بكثير”.

وفي ذات السياق البحثي، أشارت أيضا الأكاديمية الصينية للعلوم والأبحاث إلى أن التوقعات في المستقبل البعيد تبدو قاتمة للغاية، إذ يمكن أن تكون مستويات ثاني أكسيد الكربون ضعف المستويات الحالية. ومن المتوقع أيضا أن تبعث الشمس إشعاعا إضافيا بنسبة 2.5% تقريبا، وتقع القارة العملاقة بشكل أساسي في المناطق الاستوائية الحارة والرطبة، وقد يواجه جزء كبير من الكوكب درجات حرارة تتراوح بين 40 إلى 70 درجة مئوية، ما يجعل العيش على الأرض شبه مستحيل.

وبينما تسلط هذه الدراسة الضوء على مستقبل بعيد غير مطمئن، يؤكد الباحثون على أنه لا ينبغي إهمال حالة الطوارئ المناخية الحالية، الناتجة عن انبعاثات الغازات الدفيئة التي يسببها الإنسان، حيث يجب العمل بكل جدية ووعي للتوقف نهائيا عن تلك الاستخدامات.

المصدر: مونت كارلو الدولية