ظاهرة النينيو تؤثر على الإمدادات الغذائية العالمية لعام 2024

Dec 27, 2023

دفع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في السنوات القليلة الماضية المزارعين في جميع أنحاء العالم إلى زراعة المزيد من الحبوب والبذور الزيتية، لكن من المتوقع أن يواجه المستهلكون نقصا في الإمدادات في 2024 نظرا لتداعيات ظاهرة النينيو وقيود التصدير وزيادة الالتزامات المتعلقة بالوقود الحيوي.

ومن المتوقع أن تستمر ظاهرة النينيو، التي أحدثت جفافا في أجزاء كبيرة من آسيا هذا العام، في النصف الأول من عام 2024، ما يعرض إمدادات الأرز والقمح وزيت النخيل وغيرها من المنتجات الزراعية في بعض أكبر الدول المصدرة والمستوردة للمنتجات الزراعية في العالم للخطر.

ويتوقع التجّار والمسؤولون أن يتراجع إنتاج الأرز في آسيا في النصف الأول من عام 2024، إذ من المرجح أن تؤدي ظروف الزراعة الجافة وانخفاض حجم خزانات‭ ‬المياه إلى خفض الإنتاج.

وبالفعل، انخفضت إمدادات الأرز في العالم هذا العام بسبب تأثير ظاهرة النينيو على الإنتاج، ما دفع الهند، أكبر مصدر للأرز في العالم، إلى فرض قيود على شحناتها.

وبينما تعاني أسواق الحبوب الأخرى من تراجع قيمتها، ارتفعت أسعار الأرز إلى أعلى مستوياتها في 15 عاما في 2023، وزادت الأسعار في بعض مراكز التصدير الآسيوية بنسبة تتراوح بين 40% و45%.

ويواجه محصول القمح في الهند تهديدا بسبب نقص الرطوبة، ما قد يضطر الهند، أكبر مستهلك للقمح في العالم، إلى البحث عن واردات للمرة الأولى في ست سنوات.

وبحلول أبريل المقبل، قد يكون المزارعون في أستراليا، ثاني أكبر مصدر للقمح في العالم، يزرعون محاصيلهم في تربة جافة، بعد أشهر من الحرارة الشديدة التي أدت إلى تقليص إنتاج محصول هذا العام وأنهت سلسلة من الحصاد القياسي لثلاثة مواسم متتالية.

ومن المرجح أن يحث ذلك المشترين، بما في ذلك الصين وإندونيسيا، على البحث عن كميات أكبر من القمح من مصدرين آخرين في أمريكا الشمالية وأوروبا ومنطقة البحر الأسود.

وعلى الجانب المشرق بالنسبة لإمدادات الحبوب، من المتوقع أن يتحسن إنتاج الذرة والقمح وفول الصويا في أمريكا الجنوبية في عام 2024، رغم أن التقلبات المناخية في البرازيل تثير بعض الشكوك.

وفي الأرجنتين، من المرجح أن تؤدي الأمطار الغزيرة على المناطق الزراعية إلى تعزيز إنتاج فول الصويا والذرة والقمح في واحدة من أكبر الدول المصدرة للحبوب في العالم.

ومن المقرر أن تحقق البرازيل إنتاجا زراعيا شبه قياسي في عام 2024، على الرغم من انخفاض تقديرات إنتاج فول الصويا والذرة في البلاد في الأسابيع الأخيرة بسبب الطقس الجاف.

ومن المرجح أيضا أن ينخفض ​​الإنتاج العالمي من زيت النخيل في العام المقبل بسبب ظاهرة النينيو الجافة، ما يدعم أسعار زيت الطهي التي انخفضت بأكثر من 10% في عام 2023.

ويأتي انخفاض الإنتاج وسط توقعات بارتفاع الطلب على إنتاج الوقود الحيوي القائم على زيت النخيل وزيت الطهي.

المصدر: أ ف ب