جينات الأخطبوط تُظهر سرعة ذوبان الجليد في القطب الجنوبي

Dec 24, 2023

سعى علماء إلى الحصول على معطيات عن تاريخ تطور الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي من خلال درس جينات الأخطبوط الذي يعيش في هذه المياه القطبية، وتوصلوا إلى أن جزءاً من هذه المساحة الجليدية العملاقة قد يذوب بسرعة أكبر من المتوقع.

وقد أظهرت دراسة نشرت في مجلة “ساينس” أن المجموعات المعزولة الآن من أخطبوط توركيت التي تقيم في أعماق القطب الجنوبي كانت تتزاوج بحرية منذ 125 ألف عام، ما يعني أن الجزء الغربي من القارة كان خاليا من الجليد في ذلك الوقت.

يشير هذا الاكتشاف إلى أن هذا الجزء من الغطاء الجليدي، المسمى بالغطاء الجليدي لغرب القطب الجنوبي، يمكن أن يذوب بشكل أسرع بكثير من المتوقع.

ويتمثل التهديد في ارتفاع منسوب المياه بأكثر من 3 أمتار، إذا فشل العالم في احترام الهدف المنصوص عليه في اتفاق باريس بعدم تجاوز 1.5 درجة مئوية من الاحترار المناخي.

مثل هذا الارتفاع في مستوى سطح البحر يمكن أن يحدث تحولا كبيرا في الجغرافيا العالمية، ويغمر جزرا ومناطق ساحلية.

وقالت سالي لاو، عالمة الأحياء في جامعة جيمس كوك، والمعدة الرئيسية للدراسة، إن أخطبوطات توركيت كانت مرشحة مثالية لدراسة الغطاء الجليدي في غرب القطب الجنوبي، لا سيما بسبب وجودها في كل أنحاء القارة الجليدية وأن معلومات أساسية معروفة حولها مثل متوسط العمر المتوقع لها وحقيقة أنها موجودة منذ حوالى أربعة ملايين سنة.

يبلغ طوله حوالى 15 سم بدون أطرافه ويزن حوالى 600 غرام ويضع بيضا كبيرا بكميات ضئيلة في قاع البحر، ما يعني أن الأخطبوطات يجب أن تتأكد من فقس نسلها، ما يفرض عليها أسلوب حياة يمنعها من الابتعاد كثيرا.

كما أن حرية تنقلها محدودة بسبب التيارات البحرية.

أجرت لاو وفريقها تسلسل الحمض النووي لـ96 عينة تم جمعها مصادفة من قبل صيادين ثم تركت في أرشيفات المتحف، وتظهر أبحاثها وجود ممرات بحرية تربط بين بحار أموندسن وروس وويديل.

يشير الخليط الجيني الذي عُثِرَ عليه في عينات إلى ذوبان الطبقة الجليدية في غرب القطب الجنوبي مرتين، أولا، في منتصف العصر البليوسيني، قبل حوالى 3 إلى 3,5 ملايين سنة. ثم خلال عصر الاحترار، خلال الفترة الجليدية الأخيرة، منذ 116 ألف إلى 129 ألف سنة.

تضيف لاو، “هي المرة الأخيرة التي كان فيها الكوكب أكثر دفئا بحوالى 1.5 درجة مئوية من مستويات ما قبل الثورة الصناعية”.

وقد أدى النشاط البشري، خصوصا حرق الوقود الأحفوري، إلى زيادة درجات الحرارة العالمية بحوالى 1.2 درجة مئوية مقارنة بما كانت عليه في نهاية القرن الثامن عشر.

كما أشارت بعض الدراسات الأخرى إلى أن الطبقة الجليدية في غرب القطب الجنوبي قد شهدت ذات يوم ذوبانا، لكن استنتاجاتها كانت بعيدة عن أن تكون قاطعة بسبب عدم وجود بيانات جيولوجية أو وراثية دقيقة.

وقال معدو الدراسة “إن هذه الدراسة تقدم أدلة تجريبية تشير إلى أن الطبقة الجليدية في غرب القطب الجنوبي انهارت عندما كان متوسط درجة الحرارة العالمية مشابها لما هو عليه اليوم، ما يشير إلى أن نقطة التحول للانهيار المستقبلي للطبقة الجليدية في غرب القطب الجنوبي باتت قريبة”.

المصدر: أ ف ب