التغير المناخي… ماذا عن الأطفال؟

Dec 18, 2023

من المواضيع الحيوية والمهمة، والتي بات لها بعد عالمي واهتمام متزايد من مختلف الدول والأمم والمجتمعات، موضوع التغير المناخي، وحماية الأرض، وتعزيز مفهوم الاستدامة. ودون شك أن موضوع التغير المناخي، بات من المواضيع الملحّة، والتي تحتاج لتضافر الجهود من مختلف أرجاء العالم، على مستوى الحكومات والمجتمعات، لمعالجة هذا الخلل؛ لأنه ينتج عن الإنسان، ويؤثر على مختلف الكائنات على كوكبنا.

من أهم خطوات علاج هذه القضية، وتبني إجراءات سليمة تؤدي لسلامة الأرض، ونقاء المناخ والهواء، وتعميم مفاهيم الاستدامة والبيئة الخضراء، هو التوجه نحو اليافعين والأطفال، نحو تعليمهم وتثقيفهم بهذه القضايا منذ نعومة أظفارهم؛ لأن قضايا البيئة، ومكافحة التلوث، والاستدامة، ونحوها جميعها مواضيع مهمة، وتحتاج لفترات زمنية مستمرة ودائمة لعلاجها، وبالتالي فإن تبني الأجيال القادمة، وتغذيتها بهذه المواضيع، وتنمية معرفتها بمثل هذه القضايا، تجعل منهم رافداً مستقبلياً لهذه القضايا ودعمها.

ويمكن تحقيق هذا الهدف بعدة توجهات وطرق ووسائل، مثل توفير المعلومات الدقيقة والصحيحة، ثم تعليم الأطفال وتزويدهم بها بطرق مبسطة تناسب أعمارهم، كأن يتم استخدام الصور والرسوم، والكتب المصورة، والألعاب التعليمية، لشرح تلك المفاهيم المتعلقة بالتغير المناخي، والبيئة؛ لأنها ستكون جاذبة للطفل، وفيها تشويق له. أيضاً من المهم تشجيع الأطفال، على روح المغامرة والاكتشاف، حيث يمكن للأب والأم، أو من خلال الرحلات المدرسية، اصطحاب الطفل نحو إحدى المزارع المحلية؛ ليكتشف التنوع فيها، ويتأمل الحيوانات والزروع، ويفكر في دورة الحياة وعلى ماذا تقوم، ثم يتم توضيح تأثيرات التغير المناخي على الزراعة والحيوانات، بل على الحياة برمّتها، ولا ننسى زيارات لمراكز البيئة والحياة الفطرية، أو نحوها من المراكز التعليمية.

الأطفال في العادة، تثير المواضيع والقضايا لديهم فضولاً كبيراً، وتتزايد أسئلتهم، وكلماتهم عنها؛ لذا يجب تشجيع هذا التوجه، وأن نكون مستعدين له، بتقديم إجابات سهلة الفهم وتناسب أعمارهم، وهنا يأتي دور الخبراء والمتخصصين، لمنح الأطفال جزءاً من وقتهم، لتعميم علمهم، وتغذية أجيال المستقبل به. هناك أيضاً الأنشطة العملية التي لها طابع علمي، لتنشيط وعي الطفل من خلال النشاط الفعلي.

وتبقى الطفولة، من أهم روافد المستقبل، وما علينا إلا توجيههم نحو مهامهم المستقبلية.

بقلم: شيماء المرزوقي – صحيفة الخليج