تغير المناخ: هل تنجح مؤتمراته في تحقيق السلام العالمي والعدالة المناخية؟

Dec 10, 2023

تغير المناخ والسلام العالمي مساران متلازمان، وتعد الحروب والاستهلاك العسكري مساهماً مهماً في تفاقم تداعيات التغيّر المناخ.

وذكر تقرير نشرته منظمة علماء للمسؤولية العالمية (Scientists Global Responsibilities SGR) بالتعاون مع المرصد المناخي والبيئي (CEOBS) أن الانبعاثات التي تسببها العمليات العسكرية تتراوح ما بين 300 و600 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، أي نحو 0.6 إلى 1.2% من إجمالي الانبعاثات العالمية.

فيما تسجل البصمة الكربونية للقطاع العسكري ككل ما بين 1600 و3500 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، أي ما بين 3.3 و7% من إجمالي الانبعاثات العالمية.

وكان مؤتمر (كوب28) قد أطلق مبادرة إعلان المناخ والإغاثة والتعافي والسلام الذي انضمت له نحو 70 دولة و39 مؤسسة، ويمثل هذا الإعلان التزاماً جماعياً بتكثيف الاستثمارات وتعزيز المرونة المناخية في الدول والمجتمعات الأكثر عُرضة للصراعات والنزاعات المسلحة.

فجوة في إبلاغ الانبعاثات العسكرية

أقر تقرير فجوة الانبعاثات الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وللمرة الأولى، بوجود فجوة في الإبلاغ عن الانبعاثات العسكرية، ليسلط الضوء على النقص الخطير في الإبلاغ عن الانبعاثات العسكرية التي قد تشكل إخفاقاً في العمل المناخي العالمي.

وتُلزم اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بعض الدول بالإبلاغ عن انبعاثات الغازات الدفيئة لديها كل عام، لكن الإبلاغ عن الانبعاثات العسكرية يبقى أمراً طوعياً، لذلك فإن البيانات غالباً ما تكون غائبة أو غير كاملة، ما يسبب فجوة كبيرة في تقديرها.

وكانت لجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة، قد فندت في اتفاقية حماية المناخ من الصراعات المسلحة (PERAC) نحو 27 مبدأ يتعين على الجيوش التقيد به في سلوكياتها البيئية.

جرائم إنسانية وبيئية

ألقت إسرائيل أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، أي ما يعادل قنبلتين نوويتين، بحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

وأدى ذلك إلى دمار شبه كامل للمساحات الزراعية ومرافق المياه وإلحاق أضرار بالمياه الجوفية، وقدر معهد الدراسات التطبيقية في القدس (أريج) أن نحو 45% من المياه الجوفية والسطحية و97% من مياه الآبار الجوفية أصبحت ملوثة.

وأفاد المعهد أن غزة تمتلك ثروة طبيعية من الكائنات الحية والنباتات البرية أصبحت اليوم عرضة للتهديد؛ نحو 200 نوع من الطيور و20 نوعاً من النباتات و25 نوعاً من الزواحف و200 نوع من الأسماك، ويحذر الخبراء من أن الفسفور الأبيض -وهو مادة كيميائية محرمة بموجب القانون الدولي وتُستخدم في العمليات الإسرائيلية- يمكن أن يكون ضاراً أيضاً بالبيئة، بما في ذلك الهواء والتربة.

وقالت عضوة الوفد الفلسطيني في مؤتمر (كوب28) وخبيرة المناخ، هديل خميس، “خطط مكافحة تغير المناخ وُضعت بناء على ما كان موجوداً على الأرض”، لكن منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر “لم يتبقَ أي شيء في قطاع غزة”.

وأضافت “هُدمت البنية التحتية من محطات تحلية مياه البحر ومحطات معالجة المياه العادمة ومحطات حصاد الماء والآبار”.

وأمام هذه الكوارث البيئية التي تنتجها الحروب سواء في غزة ولبنان أو سوريا وليبيا والعراق واليمن والسودان، التي يستغرق التعافي منها سنوات من المعالجة، يبقى التساؤل مشروعاً حول قدرة مؤتمرات المناخ على تحقيق العدالة المناخية والسلام.

المصدر: سي إن إن الاقتصادية