دول تشكو خلال «كوب28» من تأثير الحروب على البيئة

Dec 08, 2023

تغتنم الدول والمناطق الغارقة في نزاعات مسلّحة فرصة مشاركتها في مؤتمر المناخ (كوب28) لتسليط الضوء على مساهمة الحروب في مفاقمة تداعيات التغير المناخي.

وإضافة إلى النزاعات، يصارع قطاع غزة واليمن وسوريا، وهي في الخطوط الأمامية للاحترار المناخي، ندرة المياه والجفاف وتقلص الأراضي الزراعية واحتراق الغابات والفيضانات.

في الجناح الفلسطيني في مدينة إكسبو دبي، كُتب على الجدران “حقوق المناخ: على الطرف الآخر”، في إشارة إلى إسرائيل التي يتهمها الفلسطينيون بانتهاك حقوقهم.

وقالت عضو الوفد الفلسطيني في المؤتمر، هديل خميس، “خطط مكافحة تغير المناخ وُضعت بناء على ما كان موجودًا على الأرض”، لكن منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر “لم يتبقَ أي شيء” في قطاع غزة، مضيفة “هُدمت البنية التحتية من محطات تحلية مياه البحر ومحطات معالجة المياه العادمة ومحطات حصاد الماء والآبار”.

وأوضحت خميس أن هذا يؤثر على “جودة المحاصيل الزراعية والأمن الغذائي”.

لا يمكن إصلاحها

في كلمته في “قمة القادة” خلال (كوب28)، أكد رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، أن استخدام الفوسفور الأبيض أدى إلى “إلحاق أضرار لا يمكن إصلاحها بأكثر من خمسة ملايين متر مربع من الغابات والأراضي الزراعية وآلاف أشجار الزيتون”.

وتُعتبر الذخائر التي تحتوي على الفوسفور الأبيض أسلحة حارقة تدمّر المحاصيل الزراعية والماشية.

زيادة المعاناة

ومن الدول الأخرى الغارقة في نزاعات والأكثر تأثرًا بتغيّر المناخ، اليمن الذي شهد في السنوات الأخيرة زيادة في تكرار وشدة هطول الأمطار.

وأواخر أكتوبر، أسفر الإعصار “تيج” عن قتلى وجرحى وتسبّب بنزوح نحو عشرة آلاف شخص، إضافة إلى عزل مدن بأكملها عن محيطها.

وقال وزير المياه والبيئة اليمني، توفيق الشرجبي، “تسهم النزاعات بشكل كبير في زيادة معاناة المواطنين من خلال تأثيرها على الموارد البيئية عمومًا وموارد المياه بشكل خاص”.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن المياه الجوفية في اليمن تُستنفد بمعدل ضعف معدل تجديدها. وبالوتيرة الحالية، يمكن أن تنفد في غضون عشرين عامًا.

حرب على البيئة

وبعد أكثر من عقد من نزاع دامٍ تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية، تعاني سوريا من أضرار بيئية لا تُحصى.

وانخفض الإنتاج الزراعي في سوريا بنحو 50% خلال السنوات العشر الأخيرة. كما أظهرت دراسة لشبكة “وورلد ويذر أتريبيوشن” (WWA) أن الجفاف المتفاقم جراء النزاع في سوريا تسبّب حتى سبتمبر 2022، بنزوح نحو مليوني شخص من المناطق الريفية.

وأصبح (كوب28) أول مؤتمر للمناخ يخصص يومًا للسلام، في ما بدا وكأنه ربط بين الحروب وتغيّر المناخ، ودعوة لتقديم المزيد من التمويل للدول المضطربة.

المصدر: أ ف ب