في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فإنه من المرجح أن يضطر المفاوضون خلال مؤتمر (كوب28) في دبي إلى التعاطي مع بعض تداعياته، حيث قالت روث تاونيند، من مركز تشاتام هاوس البحثي، “إن سياسات المناخ الدولية والعمل المناخي لا تحدث في معزل عن الأحداث العالمية”، مضيفة أن “مواقف الحكومات تتشكل من خلال السياق الجيوسياسي الأوسع الذي قد يعيق التنفيذ”.

ويعتقد مراقبون أن الحرب في غزة يمكن أن تؤثر بعدة أشكال ملموسة على مفاوضات قمة المناخ في دبي.

وعلى غرار قمم المناخ السابقة، يتوقع أن يشهد (كوب28) تنظيم الاحتجاجات الرامية إلى حماية البيئة والمنددة بتباطؤ العمل المناخي العالمي.

وفي هذا السياق، كتب فريدريك ويري، الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن هذه الاحتجاجات “يمكن أن تسلط الضوء على الوضع في غزة وكيف أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى تدمير البُنى التحتية وخدمات المياه في القطاع وتسببت في نزوح جماعي، ما سيتسبب في آثار كارثية على الأجيال القادمة من الفلسطينيين الذين هم أكثر عرضة لمخاطر تغير المناخ”.

وأضاف خبراء أن مبادرات التمويل المناخية يمكن أن تتأثر جراء الحرب في غزة، في ضوء تحذيرات صندوق النقد الدولي من أن طول أمد الحرب واتساعها إقليميا سوف يؤثران سلبا على الاقتصاد العالمي، في خطوة قد تنذر بخفض المساهمات المالية التي تقدمها الدول الأكثر ثراءً والأكثر تلويثًا في شكل تعويضات للدول الأكثر فقرا والأقل نموا والأشدّ تأثرا بتداعيات التغير المناخي.

وفي السياق ذاته، يقول مراقبون إن الحرب ربما ستلقي بظلالها على مواقف الدول عندما يتطرق الحديث إلى اتفاقيات حماية البيئة، حيث أنه من الممكن أن يصبح بعض الدبلوماسيين أقل استعدادا للتوصل إلى حلول وسط مع الدول الأخرى نظرا لتباين المواقف إزاء الحرب في غزة.