كيف يتأثر كبار السن بالتغير المناخي؟

Nov 26, 2023

سلّط تقرير جديد لمنظمة HelpAge الضوء على العلاقة الحاسمة بين شيخوخة السكان وتغيّر المناخ، قبل حدث (كوب28) المتعلّق بالتغيّر المناخي.

تؤدي شيخوخة السكان إلى واحد من أهم التغيّرات الاجتماعية في جميع أنحاء العالم، حيث تشهد كل دولة تقريباً زيادة في عدد ونسبة كبار السن، ما يعني أنّه مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، تؤثر المخاطر المرتبطة بالمناخ على نسبة متزايدة باستمرار من كبار السن. و”ما يقرب من 138 مليون شخص تزيد أعمارهم عن 60 عاماً (حوالي 14% من الفئة العمرية التي تزيد عن 60 عاماً في العالم) معرَّضون بالفعل لمخاطر المناخ”، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

كيف يتأثر كبار السن بالتغيّر المناخي؟

كبار السن هم أكثر عرضة لتأثيرات درجات الحرارة القصوى، الساخنة منها والباردة على حد سواء، إذ لا يمكن أن ينظّموا درجات حرارة الجسم، خاصة إن كانوا يعانون من حالات مرضيّة مثل أمراض القلب والسكري والخرف. ففي صيف عام 2022 في أوروبا، سُجّلت 9226 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة بين الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 65 و79 عاماً، وارتفعت إلى 36848 حالة وفاة لمَن تبلغ أعمارهم 80 عاماً وما فوق.

وعندما تضرب الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ، مثل الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات، فإنّ كبار السن هم في كثير من الأحيان الأكثر تضرراً، ولا سيما عندما تؤدي إلى انهيار النظم الصحية التي يعتمد عليها الكثيرون.

وفي الفلبين، أكثر من 40% من الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب إعصار هايان في عام 2013، كانوا من كبار السن.

كيف يشكّل تغيّر المناخ تحدياً للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل؟

ارتفاع مستوى الاعتماد على الموارد الطبيعية والزراعة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، يجعلها أكثر عرضة لتأثيرات عدم الاستقرار المناخي. وبما أنّ القطاع الزراعي يحتلّ نسبة كبيرة من القوى العاملة، فإنّ أي شيء يتسبّب بفشل المحاصيل يمكن أن يكون له تأثير مدمِّر على سبل العيش. ويتفاقم هذا الوضع بسبب مستويات الفقر المرتفعة بالفعل والافتقار العام إلى الحماية الاجتماعية.

ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة، فإنّ أكثر من 34% من خسائر إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ترجع إلى الجفاف وتكلّف القطاع 37 مليار دولار أميركي عموماً.

ويشير تقرير البنك الدولي لعام 2021 أيضاً إلى أنّ حوالي 216 مليون شخص، معظمهم من البلدان النامية، سيضطرون إلى الفرار من منازلهم بسبب تأثيرات تغيّر المناخ بحلول عام 2050 ما لم يتم اتخاذ الإجراءات الجذرية اللازمة. ومنذ عام 2010، أدّت حالات الطوارئ المناخية إلى نزوح حوالي 21.5 مليون شخص سنوياً.

ويقدّم تقرير HelpAge توصيات للحكومات ونشطاء المناخ والجهات المانحة ومجتمع المناخ الدولي قبل محادثات المناخ (كوب28)، أولاها دمج الشيخوخة في دراسات المناخ المستقبلية، بما في ذلك المنشورات العلمية حول تغير المناخ، وتعزيز السياسات العامة التي تعزز القدرة على التكيّف مع الشيخوخة مدى الحياة وتحويلها إلى سياسات تهدف إلى الوقاية من الكوارث الطبيعية والاستجابة لها والتعافي منها.

كذلك يجب تمكين كبار السن من خلال إنشاء حملات توعية تركّز على المعلومات الحساسة للعمر حول تغيّر المناخ والنشاط البيئي، وتقديم الدعم لكبار السن الأكثر ضعفاً، بما في ذلك فقراء الريف، والأسر التي تعولها نساء، ومجموعات السكان الأصليين، وتسخير الإمكانيات المالية لصناديق التقاعد في الإجراءات المناخية.

المصدر: النهار