انقراض الأنواع الحيّة ودور التشريعات في حمايتها

Nov 19, 2023

إلى جانب الطاقة المتجددة والتقاط الكربون، سلّطت المجلات العِلمية لشهر نوفمبر الضوء على أزمة انقراض الأنواع الحيّة التي تشهد تسارعاً لافتاً في السنوات الأخيرة. وأبرزت “ساينس نيوز” نتائج تقرير جديد يحذّر من خطر انقراض 41% من أنواع البرمائيات، في حين عرضت “ديسكفر” و”بي بي سي وايلدلايف” قصص نجاح في الحفاظ على الأنواع المهددة في نيوزيلندا وتشاد. وتناولت مجلات أخرى دور التشريعات المؤثّر في حماية الأنواع.

«ناشيونال جيوغرافيك»

“سباق للحفاظ على الكوكب” كان العنوان الرئيسي على غلاف “ناشيونال جيوغرافيك”، التي ناقشت فعالية التكنولوجيا في حل أزمة المناخ. وتُشير المجلة إلى أن تحقيق الانبعاثات الكربونية الصفرية وحده لن ينقذ العالم، بل توجد ضرورة أيضاً لتخليص الجو من الكربون الموجود فيه. ومنذ الثورة الصناعية ارتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنحو 50%، ما أدى إلى ارتفاع حرارة الكوكب. ويجري تطوير عشرات التقنيات والأساليب على نحو عاجل للإبقاء على احترار الكوكب في نطاق 1.5 درجة مئوية، من بينها التقاط الكربون من الجو وحقنه في جوف الأرض، أو خزنه في المحيطات، أو استغلاله في الصناعات الاستهلاكية.

«نيو ساينتست»

عرضت “نيو ساينتست” تجربة ولاية جنوب أستراليا في التحوُّل السريع إلى الطاقة المتجددة. وتولّد الولاية الآن ما يقرب من 73% من احتياجاتها الكهربائية من طاقة الشمس والرياح، وهي في طريقها لتحقيق الاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة بحلول 2030. ولعبت حكومة جنوب أستراليا دوراً رئيسياً في قيادة هذا التحوُّل، من خلال تحديد أهداف طموحة للطاقة المتجددة، وتوفير الحوافز المالية للاستثمار في مصادرها. كما جعل التقدم التكنولوجي الطاقة المتجددة أكثر كفاءة وبأسعار معقولة، في حين كان الدعم المجتمعي ضرورياً للتغلب على عدد من التحديات.

«ساينس»

الجدل الذي أثارته وكالة حماية البيئة الأميركية بتغيير نهجها في تنظيم المبيدات الحشرية كان محط اهتمام مجلة “ساينس”. وتسعى الوكالة لإعطاء وزن أكبر لمخاطر المبيدات الحشرية على الأنواع المهددة بالانقراض، فيما تثير مقترحاتها قلق المنظمات الزراعية خشية فرض قيود على المزارعين لحماية أنواع مثل النحلة الطنانة الصدئة والخنفساء الأميركية المدفونة. وتقوم الوكالة حالياً بوضع اللمسات الأخيرة على استراتيجيتها حول المبيدات العشبية، واستكمال قائمتها لأنشطة تخفيف الضرر الذي قد يلحق بنحو سبعة وعشرين نوعاً حياً معرّضاً للخطر بحلول نهاية هذه السنة.

«أميركان ساينتست»

ناقشت “أميركان ساينتست” طرائق تقليل الأضرار الناجمة عن موجات الحرّ وفرص الاستفادة من الحرارة الفائضة. وتقترح المجلة، على سبيل المثال، الاحتفاظ بالآلات في أماكن مكيّفة ومعزولة جيداً بعيداً عن أشعة الشمس، واستخدام الأجهزة المستهلِكة للطاقة خارج ساعات الذروة. ومن أمثلة الاستفادة من الحرارة المهدرة استخدامها في تسخين المياه، أو في تشغيل أنظمة تكييف الهواء التي تستخدم الحرارة كطاقة لدعم المبرّدات. وتخلص دراسة صدرت عام 2011 إلى أن الحرارة المهدرة قادرة على توفير نحو 27% من احتياجات تكييف الهواء السكنية، ما قد يساهم في تحقيق خفض كبير في استهلاك الطاقة الإجمالي وانبعاثات الكربون.

«ساينتفك أميركان»

بمناسبة مرور خمسين عاماً على صدوره، استعرضت “ساينتفك أميركان” المحطات الهامة في تاريخ تطبيق قانون الأنواع المهددة بالانقراض في الولايات المتحدة. وقد نجح هذا التشريع في دعم إنقاذ الكثير من الأنواع الحيّة، مثل النسر الأصلع والتمساح الأميركي. ومن بين 1600 نوع نباتي وحيواني أُدرج خلال تلك الفترة على أنه عرضة أو مهدد بالانقراض، جرى شطب ما يقرب من 90 نوعاً. ومع ذلك، لم تخلُ الإجراءات المرتبطة بقانون الأنواع المهددة بالانقراض من الانتقادات، بسبب عدم مرونتها وفرضها أعباء كبيرة على ملاك الأراضي والشركات. ويمكن للتدابير الجديدة، مثل قانون استعادة الحياة البرية في أميركا، أن توفّر المزيد من الحماية للنباتات والحيوانات.

«ساينس نيوز»

تناولت “ساينس نيوز” نتائج تقييم عالمي جديد للبرمائيات، أشار إلى أن ما يقرب من 41% من الأنواع البرمائية، بما في ذلك الضفادع والعلاجيم والسلمندر، تواجه خطر الانقراض. ويُعدّ فقدان الموائل وتدهورها التهديد الأكثر شيوعاً، حيث تؤثر الزراعة على 77% من الأنواع التي تمّت دراستها. وتشمل التهديدات الأخرى تغيُّر المناخ والأمراض، حيث يؤثّر كل منهما على 29% من الأنواع. ووجد التقرير أيضاً أن حالة نحو 120 نوعاً تحسنت منذ عام 2004، وقد تعافى نحو نصف هذه الأنواع بلا مساعدة، بينما تحسّن حال النصف الآخر بفضل جهود الحماية والحفظ. ومع ذلك، لا تزال معظم البرمائيات تواجه انخفاضاً، وتبقى جهود حمايتها غير كافية.

«ديسكفر»

خصصت “ديسكفر” أحد مقالاتها لتقدير الجهود التي يبذلها علماء في نيوزيلندا من أجل إنقاذ حشرة عث رمادية صغيرة من الانقراض. ويُعد عث “إيزاسا ساكرا” من أنواع الفَراش النادر جداً، الذي تم اكتشافه لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر، وهو يتغذى على الأوراق والأخشاب الميتة ويلعب دوراً هاماً في النظام البيئي من خلال إطلاق العناصر الغذائية مرة أخرى في الطبيعة. وكان موطِن هذا العث في مقاطعة ماكنزي النيوزيلندية تعرّض للتدمير بسبب حريق واسع في أغسطس 2020، وساهم جيب صغير نجا من الحريق في توفير ملاذ آمن لبضعة أفراد من هذا العث.

«بي بي سي وايلدلايف»

اهتمت مجلة “بي بي سي وايلدلايف” بقصة نجاح حديقة زاكوما الوطنية في التعافي بعد سنوات من الصراع والاستغلال. وتُعدّ الحديقة التشادية محمية للحياة البرّية، تضم مجموعة متنوعة من الحيوانات، بما فيها الفيلة والزرافات والأسود. وتعمل منظمة “أفريكان باركس” على إنقاذ الحديقة ومجموعات الحياة البرّية فيها، لا سيما الزرافات من نوع كردفان التي يتداخل موطنها مع بعض المناطق الأكثر اضطراباً سياسياً واقتصادياً في أفريقيا. وكان الاتحاد الدولي لصون الطبيعة صنّف زرافة كردفان على أنها مهددة بالانقراض، وتسعى منظمة “أفريكان باركس” لحمايتها من خلال وضع أطواق لتتبع حركتها، وتعمل في الوقت ذاته مع المجتمعات المحلية لتطوير سبل مستدامة لكسب لقمة العيش.

المصدر: الشرق الأوسط