تأثير التغير المناخي يلوح في الأفق

Nov 16, 2023

من المعروف أن تخطيط المدن لا يبنى على الأزمات والكوارث، ولو تم ذلك لكلفت الدول ميزانيات كبيرة جدا، فهو عادة يبنى على الحالات المطرية المعتادة.

هناك عدة عوامل تستوجب علينا إعادة النظر في زيادة حجم الطاقة الاستيعابية لشبكات تصريف المياه إلى 60 ملم أو أكثر، وذلك بسبب تغير المناخ العالمي، حيث يُعد التغير المناخي مسألة هامة في العالم بأكمله، ويؤثر على العديد من العوامل البيئية والجيوفيزيائية؛ بما في ذلك نمط تساقط الأمطار وحدوث السيول.

في السنوات الأخيرة؛ لاحظ العديد من الخبراء زيادة في حدوث الأمطار الغزيرة والسيول في بعض المناطق حول العالم، وعلى الرغم من أنه لا يمكن أن تُعزى كل حالة إلى التغير المناخي، إلا أن هناك أدلة تشير إلى أن التغير المناخي يلعب دورا في زيادة تكرار حالات الأمطار الغزيرة والسيول في غالبية مدن العالم.

نظرا لهذه التغيرات في المناخ؛ فهناك بعض الإستراتيجيات التي يمكن الأخذ بها للتكيف مع زيادة كمية الأمطار والسيول في المستقبل، ومنها تحسين إدارة المياه، حيث يجب تحسين إدارة المياه وتطوير البنية التحتية للمياه للتكيف مع زيادة الأمطار، ويمكن ذلك من خلال بناء نظم تصريف المياه وصولا إلى البحار والمحيطات، وتحسين نظم الصرف الصحي والتخزين وإعادة استخدام المياه، وكذلك تطوير البنية التحتية المناسبة، حيث ينبغي تصميم وتطوير البنية التحتية المناسبة للتعامل مع زيادة الأمطار والسيول وزيادة حجم استيعاب شبكات تصريف مياه الأمطار لأكثر من 60 ملم، كما يمكن اتخاذ إجراءات مثل بناء أنظمة تصريف المياه وحواجز الفيضانات والتربة المنبسطة لتوجيه تدفق المياه وتقليل حدوث الأضرار، كذلك يجب تعزيز نظم التنبؤ المبكر وإدارة الطوارئ لمواجهة زيادة حالات الأمطار الغزيرة والسيول.

كما يجب تعزيز التوعية والتثقيف بين الجمهور حول التغير المناخي من خلال حملات توعية عامة، وتعزيز السلوكيات المستدامة والتعريف بالاستراتيجيات التي يمكن اتخاذها للتكيف مع زيادة كمية الأمطار والسيول، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون التكيف مع التغير المناخي جزءا من الخطط البيئية والتنموية للدول والمجتمعات، ويتطلب ذلك تعاونا وجهودا مشتركة بين كافة الجهات المعنية والقطاع الخاص للتصدي لهذه التحديات.

بقلم: محمد الصفيان – جريدة اليوم