يعد “صب الكربون” شكلاً فريداً من أشكال تكنولوجيا إزالة ثاني أكسيد الكربون التي يمكن أن تكون مفتاحاً لعكس أسوأ آثار تغير المناخ.

قامت شركة ناشئة مدعومة ومحتضنة من قبل مؤسسة بيل غيتس “Breakthrough Energy Ventures” بتصميم تقنية هجينة تجمع بين الهندسة وعمليات التمثيل الضوئي الطبيعية لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه تحت الأرض.

وكتب غيتس في تقرير شركته بعنوان “حالة التحول” لعام 2023، “من المهم أن نفهم أن إزالة الكربون ليس ذريعة لمواصلة الانبعاثات، أو لإبطاء انتقالنا إلى اقتصاد الطاقة النظيفة، نحن بحاجة إلى مواصلة الابتكار بأسرع ما يمكن، ولكن أصبح من الواضح أن إزالة الكربون ستكون أداة ضرورية في مجموعة أدواتنا”.

تقوم النباتات بشكل طبيعي بسحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه في أنسجتها، ولكن يتم إطلاق ثاني أكسيد الكربون مرة أخرى إلى الغلاف الجوي عندما يتحلل النبات.

تم إطلاق شركة Graphyte الناشئة، حيث تقوم بأخذ الكتلة الحيوية من النفايات مثل بقايا الخشب المهملة أو قشور الأرز، وتجفيفها وتعقيمها لمنع تحللها. ثم تقوم بتكثيفه وتحويله إلى كتل كربونية كثيفة، ولفه في حاجز بوليمر خاص به وتخزينه تحت الأرض في موقع تخزين مصمم هندسياً. سيتم حبس الكربون بداخله ومنعه من إعادة إطلاقه.

وتخطط شركة Graphyte لشراء الكتلة الحيوية للنفايات من مصادر محلية وبيع خدمات إزالة الكربون للمشترين من الشركات. واليوم؛ أغلب هؤلاء المشترين هم شركات التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وشوبيفاي، التي تعهدت بمئات الملايين من الدولارات للمساعدة في توسيع نطاق صناعة إزالة الكربون الناشئة، وتعتبرها حاسمة للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالاستدامة.

وتتكلف تكنولوجيا إزالة الكربون الحالية، مثل الالتقاط المباشر للهواء، مئات إلى آلاف الدولارات لكل طن من ثاني أكسيد الكربون الذي تتم إزالته، وسوف تتطلب كميات كبيرة من الطاقة المتجددة على نطاق واسع.

إن الخيارات الأرخص والقائمة على الطبيعة مثل زراعة الأشجار لها أيضاً عيوب عندما يتعلق الأمر بتحديات المتانة والقياس.

وبالمقارنة، تقول شركة Graphyte إن تكلفة إنتاجها الخطية تقل حالياً عن 100 دولار للطن، وهو هدف طموح لإزالة الكربون. كما أنها تتطلب عُشر طاقة التقاط الهواء المباشر، ومن المتوقع أن تظل كتل الكربون متينة لأكثر من ألف عام، ويرجع ذلك جزئياً إلى حاجز البوليمر الخاص الذي يحميها. وأضافت أن هذه العملية فعالة أيضاً في استخدام الأراضي، مع إمكانية إزالة 10 آلاف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل فدان.

تعمل شركة Graphyte حالياً على بناء أول مصنع لها في باين بلاف، أركنساس، بالقرب من مصانع الأخشاب والأرز المحلية التي يمكن أن تكون بمثابة مصادر للكتلة الحيوية. كما أنها بصدد توقيع اتفاقيات شراء العملاء، أو التزام تعاقدي بشراء خدمات إزالة الكربون بسعر محدد مسبقاً عند التسليم. ومن المتوقع أن يتم إنتاج أول كتل الكربون بحلول يناير 2024. وتتوقع الشركة الناشئة أن المشروع سيكون لديه القدرة على إزالة 5000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول نهاية عام 2023 و50000 بحلول يوليو 2024.