التغير المناخي يُحوّل جبال الألب إلى وجهة للسياحة الصيفية

Nov 06, 2023

في غضون السنوات القادمة، قد يدفع تغيّر المناخ إلى وقف أنشطة التزلج في بعض المنتجعات في جبال الألب السويسرية. ولكنها لن تكون النهاية، فهناك فرصة لتحويل هذه المناطق إلى وجهة سياحية منعشة للهاربين من موجات الحرّ الشديدة.

منذ سنوات عديدة، تعاني بعض المنتجعات الجبلية نقصا في تساقط الثلوج. ففي فرنسا؛ اضطر منتجع “لا سامبوي”، الواقع على ارتفاع 1850 مترا، إلى إيقاف نشاطه في سبتمبر بسبب غياب الغطاء الثلجي، حاله كحال بعض المنتجعات الأخرى.

وفي سويسرا؛ باتت بعض المنتجعات في المناطق الجبلية الأقل ارتفاعًا تُركز على السوق الصيفية بعدما أصبحت السوق الشتوية غير جديرة بالاستثمار في الكثير من الأماكن. ويتجلّى التركيز على السياحة الصيفية في “كانتون شفيتس” الواقع في وسط البلاد، حيث يُدير منتجع “زاتل هوخ شتوكخلي”، الواقع على ارتفاع 1200 مترا، مدينة ترفيهية تحتضن مضمارا للتزحلق على الصفيح وجسرا معلقا ومصعدا دوّارا.

كما أن هناك العديد من المنتجعات الأخرى التي تسلك نفس الاتجاه، فتقيم متنزهات للسير على الحبال ومسارات للمشي لمسافات طويلة ولركوب الدراجات الهوائية والدراجات النارية الصغيرة.

المستجيرون من الرمضاء

وبهذا؛ قد تتمكَّن هذه المنتجعات من الفوز بإقبال إضافي في الصيف. ويمكن أن يجذب الهواء المنعش إلى جبال الألب السويسرية “المستجيرين من الرمضاء” الذين يتوقون إلى الهرب من الحرارة اللافحة التي سادت جنوب أوروبا في السنوات الأخيرة، والتي يُتوقع أن تتواصل شدتها في الارتفاع.

ويقول دانيال سكوت، أستاذ إدارة البيئة في جامعة واترلو في كندا، “سنشهد نموا هائلا في سوق الهروب من حر الصيف على مدى العقود القادمة. وتُعد سويسرا واحدة من البلدان المؤهلة للاستفادة من هذا التحول الذي يشهده السوق”.

وبالفعل؛ تشير أدلة إلى ميل كفة حركة السياحة نحو الوجهات التي من غير المرجح أن تتجاوز درجات الحرارة فيها 40 درجة مئوية. ويضيف سكوت “تحاول دول البلطيق أن تروّج لنفسها كوجهة سياحية بديلة للوجهات الساحلية. وانبرت الحكومة الصينية إلى بناء سلسلة من منتجعات العطلات على سفوح الجبال لاستقطاب السيّاح الذين يهربون من موجات الحرّ في المدن الكبرى كبكين”.

فهل يستهوي النسيم العليل بجبال الألب السويسرية، بما فيها من مسارات مشي وبحيرات، السياح أكثر من دفء مياه البحر الأبيض المتوسط؟! وهل سيختارونها لتكون وجهة لعطلاتهم المُقبلة؟

بقلم: جولي هانت – هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية