التخلص من الوقود الأحفوري أصبح مطلباً ملحاً

Nov 02, 2023

أكد المفوّض الأوروبي للمناخ، فوبكه هوكسترا، أنّ إدراج بند التخلّص من الوقود الأحفوري في البيان الختامي لمؤتمر المناخ (كوب28) المقرر عقده في دبي في أواخر العام الحالي “ليس مطلباً بسيطاً” إنّما حاجة ملحّة برهنها العلم؛ وهو “واضح وضوح الشمس”.

وقال هوكسترا، على هامش اللقاء الوزاري الذي عُقد في أبوظبي تمهيداً لـ(كوب28)، إنّ الاتحاد الأوروبي، بهدف مساعدة الدول النامية، مستعدّ لـ”خطوة إضافية”، ولا سيما في ما يخصّ التعويض عن الأضرار المناخية. وذلك شرط توسيع قاعدة المانحين لتشمل دولاً غير البلدان المتقدمة، وفق الهولندي الذي تولّى أخيراً حقيبة المناخ في المفوضية الأوروبية، ويتمتّع بخبرة كبيرة في مجال النفط.

وأكد هوكسترا أنّ هناك بعض العناصر الرئيسية التي ستحدّد نتيجة (كوب28) ونجاحه، وهي: التقييم العالمي لجهود تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة، وصندوق الخسائر والأضرار، والتكيّف مع التغيّر المناخي، وأشار إلى أنه بالنسبة لتخفيف الانبعاثات، فإن المفوضية الأوروبية ستهدف للوصول إلى ذروة الانبعاثات في عام 2025، والتخلّص من الوقود الأحفوري، وتسريع وتيرة التخلص من الفحم، وزيادة استخدام الطاقات المتجددة ثلاثة أضعاف، ومضاعفة كفاءة الطاقة، وحلّ مشكلة انبعاثات الميثان.

وأضاف “بالطبع… سيكون أسهل الالتقاء حول أهداف متعلّقة بالطاقات المتجدّدة، وكفاءة الطاقة، من تلك المتعلّقة بالوقود الأحفوري”.

وفي خطابه، قال سلطان الجابر، رئيس (كوب28)، إنّ “العلم يجب أن يرشدنا. والعلم واضح وضوح الشمس؛ وهو ليس “حسب الطلب”. علينا إذاً أن نفعل كلّ شيء لتخفيف الانبعاثات، أن نفعل كلّ شيء للتكيّف، كما يتعين علينا أن ندرك أنّ هناك حاجة إلى المزيد من الأموال. يقول العلماء إنّ ذلك ضروري وإنّ نافذة الفرص تضيق”.

كيف يمكن حلّ مشكلة التمويل المناخي؟

وأكد هوكسترا أنّ الاتحاد الأوروبي دفع كثيراً في هذا الاتجاه “ومن بين المائة مليار دولار من المساعدات السنوية التي وعدت بها الدول الغنية، تفوّقنا من خلال جمع 26 مليار دولار، وهو مبلغ كبير إذا نظرنا إلى حصتنا العادلة. نحن على استعداد تام ومصمّمون على اتخاذ خطوة إضافية لتجسيد العمل بالصندوق الجديد للخسائر والأضرار المناخية” الذي جرى اعتماده في (كوب27).

لكن في الوقت نفسه، قال هوكسترا “يتعين علينا أن نفعل الأمور على النحو الصحيح من المرة الأولى، فلا بدّ أن يقتصر هذا الصندوق على البلدان الأكثر حاجةً وضعفاً، وليس كل البلدان النامية، خصوصاً على الدول الصغيرة المؤلفة من جزر، وهي الأكثر تضرراً من تغير المناخ، علماً أنّها لا تتحمّل أي مسؤولية عنه”.

وأضاف “ثانياً، يجب علينا أن نضمن توسيع نطاق الصندوق ليشمل كافة الدول التي لديها القدرة على الدفع. فمن وجهة نظر دبلوماسية، ليس من المفيد في الوقت الحالي أن نسمّي الدول، لكن يمكن للجميع أن يروا كيف هي حال البلدان من حيث الناتج المحلي الإجمالي، وكيف تغير العالم على مدى العشرين أو الثلاثين أو الأربعين سنة الماضية. التقدم الاقتصادي، وواقع أن تكون دولة ما قوة اقتصادية، يأتي مع مسؤوليات كثيرة”.

وأكد أنه “نحن مصمّمون على إنجاح هذا الصندوق. ليس فقط لحل المشكلة، لكن أيضاً لأنها مرتبطة بأمر مهم للغاية لكنه غير ملموس، ويسمى الثقة”.

التخلص من الوقود الأحفوري!

يقول هوكسترا إن هذا “ليس مطلباً بسيطاً من جانب الاتحاد الأوروبي، ولا تجربة، أو مناورة سياسية، بل إنّ الخبراء الأكثر شهرة في العالم يقولون لنا إننا بحاجة إلى المزيد من العمل، والمزيد من الطموح، وليس بعد عشر سنوات. نحن في حاجة إلى ذلك الآن، لأن نافذة الفرص تضيق”.

ويضيف “بالطبع، سيكون من الأسهل بكثير الاستمرار بالحال التي كانت من قبل أو اتخاذ منعطف صغير، لكن الأجيال القادمة تحتاج منّا أن نتحرك الآن، ويشمل ذلك التخلّص السريع من الوقود الأحفوري بشكل عام، والفحم بشكل خاص”.

المصدر: فرانس برس