التغير المناخي يهدد صحة العراقيين

Oct 27, 2023

مرّ عام واحد على قدومها إلى الحياة، لكن وجه طيبة يحمل علامات مرض جلدي ينتشر في قريتها النائية في جنوب العراق حيث يؤثر ارتفاع درجات الحرارة وتلوث المياه ونقص الخدمات الطبية اللازمة على الصحة العامة.

ويواجه أفقر سكان العراق خطرا صحياً متزايدا، في بلد هو من بين أكثر خمس دول في العالم تأثرا بتداعيات التغير المناخي، وهم مهددون بأمراض مثل الليشمانيا والإسهال المزمن والربو الناجم عن العواصف الرملية والكوليرا.

يقول والد طيبة ناجح فرحان البالغ من العمر 39 عاماً، فيما يشير إلى طفح جلدي على وجه ابنته الصغرى “إنه مرض جلدي، حبة بغداد”.

و”حبة بغداد” هو الاسم الشعبي لمرض الليشمانيا الجلدية الذي ينتقل إلى الإنسان عبر لدغات أنثى ذباب الرمل. ويضيف الأب لسبعة أطفال من قرية الزوية في محافظة الديوانية أن “أخاها الثاني أصيب بداء الصفراء، ولا يرى بعينيه، وأيضاً بمرض جلدي”. وما يزيد الأمر سوءاً هو أنه “لا يوجد مركز صحي قريب من هنا وأي خدمات متوافرة لنا”، على ما يقول فرحان.

وفي تقرير لها منتصف سبتمبر، رأت منظمة الصحة العالمية أن “صعوبة الوصول إلى العناية الطبية الملائمة في المناطق النائية تعدّ من العوامل المساهمة في تفاقم الليشمانيا في العراق”.

وفي العام 2022، أحصت المنظمة 8 آلاف إصابة بالمرض، لكنها في العام 2023 لاحظت ظهور أول إصابة به في شمال البلاد في محافظة دهوك الخالية تقليدياً من ذباب الرمل.

واعتبر ممثل منظمة الصحة العالمية بالوكالة في العراق، وائل حتاحت، أن “التطور مقلق، إذ أن ظهور المرض في شمال البلاد لا يمكن تفسيره إلا بالتغير المناخي”.

وشرح حتاحت أنه “تاريخياً، فإن ذباب الرمل لم يكن موجوداً في الشمال لأن درجات الحرارة والبيئة لم تكونا مواتيتين له. وبالتالي؛ فإن ظهور المرض في تلك المناطق من العراق يعود إلى ارتفاع في درجات الحرارة وتغير نمط هطول الأمطار”.

وتابع حتاحت أن “ذباب الرمل مثل أي حشرة أخرى، يزدهر وسط درجات حرارة ومستويات رطوبة معينة”، موضحا أنه “حينما يحصل التغير المناخي وتتلاقى تلك العوامل قد ينجم عن ذلك تصاعد في أعداد الحشرات وقد يزيد ذلك من مستوى الإصابات”.

وللتعويض عن النقص في الخدمات الصحية في المناطق النائية، أطلق الهلال الأحمر العراقي في يونيو حملةً واسعةً في تسع محافظات في الوسط والجنوب، التي تعد الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية.

المصدر: صحيفة العرب