خلافات شديدة حول صندوق المناخ وانتقادات لأميركا

Oct 25, 2023

يتعرض أحد المكتسبات المهمة لـ(كوب27) للخطر، حيث تقود الولايات المتحدة حملة لدفع البنك الدولي لإدارة صندوق جديد لمساعدة البلدان الفقيرة التي تعاني من تغير المناخ، ما أدى بمجموعة دول معارضة إلى التهديد بالانسحاب من المفاوضات.

ووفقاً لبعض المطلعين على المحادثات، يدرس ممثلون من دول مجموعة الـ77 والصين، بما في ذلك تحالف كبير من الدول النامية، ترك مناقشات صندوق “الخسائر والأضرار”.

وقد احتفى زعماء أفريقيا وغيرهم من قادة العالم النامي بالاتفاق على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار لمساعدة الدول “الأكثر تعرضاً للمخاطر”، في (كوب27) التي عقدت العام الماضي في شرم الشيخ.

ومنذ ذلك الحين، حاولت الدول تحديد كيفية عمل الصندوق، ومن أين ستأتي الأموال، قبل انعقاد الدورة التالية لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28)، في دولة الإمارات.

وصرح بيدرو لويس بيدروسو كويستا، الرئيس الكوبي لمجموعة الـ77 والصين، أن المحادثات قد وصلت إلى طريق مسدود، بسبب خلافات حادة، بما في ذلك مسألة التمويل وترتيبات حوكمة الصندوق.

ورفضت مجموعة الـ77 مقترحات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن استضافة البنك الدولي للصندوق. وكانت الدول المعارضة، تريد في البداية إنشاء صندوق مستقل، لكن بحسب بيدروسو كويستا، قال إن المجموعة منفتحة الآن على استضافته من قبل طرف آخر، مثل منظمة تابعة للأمم المتحدة، أو بنك تنمية آخر متعدد الأطراف، لكن الولايات المتحدة غير مستعدة للتفاوض بشأن مقر الصندوق، موضحاً أنهم قد واجهوا مشكلة كبيرة، حيث وجدوا موقفاً متعنتاً للغاية من الولايات المتحدة “إما البنك الدولي أو لا شيء”.

وقالت كريستينا تشان، كبيرة مستشاري المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري، إن تصوير الولايات المتحدة كمعرقل للمشروع “غير دقيق” و”غير مسؤول”. وأضافت “لقد عملنا بجد في كل منعطف لمعالجة المخاوف وحل المشكلات والتوصل إلى أرضية مشتركة للتوافق”، مؤكدة أن الولايات المتحدة كانت “واضحة ومتسقة” بشأن الحاجة إلى تنفيذ تفويض (كوب27)، في ما يتعلق بصندوق الخسائر والأضرار.

واستطرد بيدروسو كويستا، إن البنك الدولي، الذي يقدم القروض والمنح لحكومات الدول الفقيرة، ليس لديه “ثقافة مناخية”، وكثيراً ما يستغرق وقتاً طويلاً في اتخاذ القرارات، ما يعني أنه قد يواجه صعوبة في الاستجابة بسرعة لأزمات المناخ.

وقال أعضاء مجموعة الـ77 إنهم يشعرون أيضاً بالقلق، من أنه إذا اضطر الصندوق إلى العمل بموجب الهيكل القانوني للبنك الدولي، فقد يجد صعوبة في قبول مصادر أكثر للتمويل، مثل الأعمال الخيرية، أو جمع الأموال، أو الاستدانة عن طريق أسواق رأس المال. لكن البنك الدولي قال إن مساعدة البلدان في مكافحة تغير المناخ، هي في صلب العمل التنموي الذي يقوم به البنك. وأكد البنك التزامه بالعمل مع الدول، بمجرد اتفاقها على هيكل تشكيل صندوق الخسائر والأضرار.

كما أن هناك قضية كبيرة لم يتم حلها بعد، تتعلق بمن يمول الصندوق، حيث قالت مجموعة الـ77 إن البلدان المتقدمة لا بد أن تأخذ زمام المبادرة، ولكن الولايات المتحدة حريصة على أن تقوم دول مثل الصين والمملكة العربية السعودية أيضاً، بتقديم مساهمات كبيرة.

المصدر: البيان