نصف اليابسة على الأرض قد تتغير مناخيا بحلول 2100

Oct 17, 2023

تظهر دراسة جديدة تحاكي مستقبل الأرض حتى عام 2100 كيف يمكن للتغيرات المتزايدة بشكل أساسي في درجة الحرارة وهطول الأمطار أن تُغير المناخ، لدرجة أننا سنضطر إلى إعادة رسم الخرائط التي تم تصورها لأول مرة في ثمانينيات القرن التاسع عشر.

وكتب فريق الباحثين بقيادة المؤلف بول ديرماير، عالم المناخ في جامعة فيرجينيا بجورج ميسون، “اعتمادا على النماذج المناخية التي استخدمها الباحثون لتوليد توقعات للتغير العالمي في المستقبل، يمكن أن ترتفع هذه التقديرات إلى أبعد من ذلك، بحيث يمكن دفع ما يقرب من 50% من مساحة اليابسة إلى منطقة مناخية غير مألوفة، فقد أصبحت التحولات أكثر وضوحا مع أحدث جيل من النماذج المناخية، والتي تعتبر أكثر حساسية للتغيرات المناخية وتتنبأ بمعدلات أكثر حدة للاحترار العالمي”، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن Earth’s Future.

ولتخطيط التغييرات المتوقعة، عاد ديرماير إلى خرائط كوبن-جيجر؛ وهو نظام يستخدم لتصنيف العالم إلى خمس مناطق مناخية بناءً على درجة الحرارة وهطول الأمطار والفصول، والتي تم تطويرها من قبل عالم المناخ فلاديمير كوبن عام 1884، كما تم تحديثها عدة مرات منذ ذلك الحين، وتستخدم على نطاق واسع لنمذجة توزيع الأنواع ونموها.

جدير بالذكر، أن التحولات في المناطق المناخية التي توقعها ديرماير وزملاؤه ليست سوى طيف من الاحتمالات، لأن محاكاة فيزياء بعض المتغيرات المناخية، مثل هطول الأمطار، يصعب القيام بها أكثر من غيرها، مثل درجة الحرارة. كما أنها تغطي فقط الكتل الأرضية، تاركة محيطات الأرض؛ التي دخلت أراضي مجهولة خاصة بها وبالقارة القطبية الجنوبية بسبب الثغرات في البيانات.

لكن ما هو واضح “أنه إذا لم نتحرك قريبا لخفض الانبعاثات، فستستمر معدلات الاحتباس الحراري في التسارع مع مرور العقود، ما يشير إلى أن الأنواع المعرضة للخطر والممارسات الزراعية قد لا يكون لديها وقت للتكيف مع التغيرات المناخية”، وفق ما يحذر الباحثون بناءً على تحليلهم؛ متوقعين أن تتوسع المناخات المدارية، من 23% إلى 25% من كتلة اليابسة، بحلول عام 2100. وبالمثل، من المتوقع أن يصبح المزيد من سطح الأرض جافا بنسبة تصل إلى 34% تقريبا من 31% حاليا.

وفي هذا الاطار، تُظهر دراسات أخرى أن هذه الأنواع من التغييرات يمكن أن تهز أنظمة إنتاج الغذاء، وتدفع الأمراض التي ينقلها البعوض إلى مناطق جديدة.

كما وجدت الدراسة أنه من المتوقع حدوث تحولات أكبر نحو المناخات الجديدة في المناطق المناخية الباردة في أوروبا وأميركا الشمالية، إذ يمكن أن ينزلق ما يصل إلى 89% من أوروبا وما يقرب من 66% من أميركا الشمالية إلى منطقة مناخية مختلفة بحلول عام 2100. حيث سيظل الأشخاص الذين يعيشون في مناطق أخرى مثل أفريقيا يشعرون بحرارة تغير المناخ داخل حدود منطقتهم المناخية الحالية فقط.

وفي شكل أحداث مناخية قاسية؛ إلى حد بعيد، سيكون التغيير الأكثر دراماتيكية في المنطقة القطبية التي غطت ما يقرب من 8% من مساحة اليابسة على كوكبنا بين عامي 1901 و1930، فقد تقلصت بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض بأقل بقليل من 1.2 درجة مئوية -حتى الآن- إلى 6.5%، وهذا من بين أكثر نتائج الدراسة تناقضا، والتي توضح مدى تغير كوكبنا بالفعل، وفق ديرماير وزملاؤه، الذين خلصوا إلى القول “منذ بداية القرن العشرين، شهدت الأرض بالفعل تغييرا بـ 14.77% من مساحة أراضيها على مستوى تصنيف مناخها، مع ملاحظة أن أكثر التغيرات شمولاً هي في أميركا الشمالية وأوروبا وأوقيانوسيا، حيث تعتمد هذه النتيجة على التقديرات السابقة التي تم استخلاصها عام 2015 باستخدام النماذج المناخية المتاحة في ذلك الوقت؛ والتي وجدت أنه بحلول عام 2010 تحول حوالي 5.7% من إجمالي مساحة اليابسة إلى أنواع مناخية أكثر دفئا وجفافا، مقارنة بعام 1950. ومرة أخرى، يظهر هذا أن كوكبنا يتغير بسرعة، لكن لم يفت الأوان بعد لإنقاذه”.

المصدر: الشرق الأوسط