السعودية تواجه تحديات عالم أكثر دفئاً بـ3 درجات مئوية

Oct 14, 2023

كشف تقرير لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) ومنصة (مجتمع أيون) ومركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)؛ عن أبرز التحديات التي قد تواجهها المملكة العربية السعودية في حال أصبح المناخ العالمي أكثر دفئاً بمقدار 3 درجات مئوية.

ويتكون التقرير من 130 صفحة سلطت الضوء على أبرز التغيرات المناخية التي تشهدها السعودية بوتيرة متسارعة مقارنة بالمناطق الأخرى، والتنبؤ باحتمالية أن يرتفع متوسط درجة الحرارة العالمية بنحو 3 درجات مئوية بحلول نهاية هذا القرن مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية من 1850 إلى 1900، واحتمال أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هذا التغير في وقت أقرب بكثير مما هو متوقع.

وأوضح البروفيسور ماثيو مكابي، أستاذ الاستشعار عن بعد والأمن المائي، ومدير مبادرة المناخ وقابلية العيش في (كاوست)، “أن الهدف من الدراسة هو سد الفجوة المعرفية من خلال تقديم منظور شامل للعواقب المترابطة والمتتالية التي قد يخلفها تغير المناخ على قطاعات مختلفة في المجتمع المحلي، بما في ذلك تدهور النظم البيئية الطبيعية، والضغط المتزايد على البيئات الحضرية، والآثار المباشرة على صحة الإنسان”.

كما تضمن التقرير مقالاً للأميرة مشاعل الشعلان، الشريك المؤسس لمنصة (مجتمع أيون)، أوضحت فيه أن تغير المناخ لا يؤثر في بيئتنا فقط، بل يصل تأثيره لجميع جوانب حياتنا، كالصحة والغذاء والمياه والاقتصاد، مشيرة إلى أن الإجراءات التي اتخذتها السعودية تقرر ما إذا كان بإمكاننا التغلب على هذه التحديات أو مواجهة أضرار لا تُحمد عقباها.

وقدم التقرير تحليلاً شاملاً لتداعيات تغير المناخ على النظم البيئية والموائل المتنوعة في السعودية، خصوصاً النظم البحرية التي تتعرض لضغوطات كبيرة، كتزايد انتشار ظاهرة ابيضاض المرجان، والبيئات الصحراوية التي قد تتوسع بشكل أكبر نتيجة عدم انتظام هطول الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، والرعي الجائر، ما يشكل تهديدات كبيرة للغطاء النباتي والحياة البرية.

وستكون التأثيرات على صحة الإنسان أكثر وضوحا أيضا، حيث يؤدي تدهور جودة الهواء إلى تفاقم مشاكل الجهاز التنفسي. وهناك قلق متزايد من أن تغير المناخ قد يجعل الظروف أكثر ملاءمة لتفشي الأمراض المنقولة كالملاريا وحمى الضنك.

وأكد التقرير أنه من الممكن تجنب العديد من العواقب السلبية لتغير المناخ، حيث شهدت السعودية في السنوات الأخيرة تغيّرات تحويلية مدعومة برغبتها في حماية بيئتها ومواردها الطبيعية، خصوصا أنها تتمتع بمكانة فريدة في جهود التخفيف من تداعيات التغير المناخي والتكيف معه نظراً لإمكاناتها الكبيرة في مجال تقنية الطاقة الشمسية، وكذلك أهمية السعودية الاستراتيجية في سوق الطاقة العالمية، والتزامها الكبير بالتنويع الاقتصادي في إطار رؤية 2030.

المصدر: جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية