أفاد استطلاع جديد بأن موجة الحر الصيفية التي حطمت الأرقام القياسية أذابت شكوك الأميركيين في مدى خطورة أزمة المناخ.

وأظهر استطلاع الرأي الجديد الذي أجراه “مركز نورك لأبحاث الشؤون العامة” التابع لوكالة “أسوشيتد برس” أن تزامن الأحداث المناخية القاسية التي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل خطر وحرائق الغابات والعواصف الشديدة والفيضانات في جميع أنحاء الولايات المتحدة مع تحول في مشاعر الرأي العام حول أسباب تغير المناخ.

وقد أفاد 64 في المئة من البالغين في الولايات المتحدة بأنهم مروا بتجربة مع ظروف المناخ القاسية ويعتقدون أن السبب جزئياً هو تغير المناخ، ويمثل ذلك زيادة مقارنة مع 54 في المئة في أبريل.

وأفاد نحو 87 في المئة أنهم شهدوا شخصياً حدثاً مناخياً قاسياً في السنوات الخمس الماضية، حيث ربطه نحو ثلاثة أرباع المستجيبين بأزمة المناخ.

وبين الاستطلاع أن الآراء في شأن المناخ ترتبط ارتباطاً وثيقا بالانتماء السياسي. ويعتقد نحو 93 في المئة من الديمقراطيين الذين عانوا من المناخ القاسي أنه مرتبط بتغير المناخ، مقارنة بـ48 في المئة فقط من الجمهوريين.

ووفقاً لبيانات صادرة عن وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) و”المنظمة العالمية للأرصاد الجوية” كان صيف عام 2023 هو الأكثر حراً على الإطلاق في نصف الكرة الشمالي.

وبحسب ما ذكرت “الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي”، الأسبوع الماضي بحلول نهاية أغسطس، عانت الولايات المتحدة من 23 كارثة مناخية كلفت أكثر من مليار دولار، متجاوزة الرقم القياسي لعام 2022 البالغ 22.

وأفاد نحو ستة من كل 10 بالغين أميركيين أنهم تأثروا إما كثيراً أو قليلاً بحرائق الغابات الكندية التي فتكت بأجزاء كبيرة من الولايات المتحدة بالدخان الكثيف والضباب الدخاني.

وعلى رغم أن درجات حرارة سطح البحر الأعلى من المعتاد في المحيط الهادئ الاستوائي التي جلبتها ظاهرة النينيو ربما أسهمت في درجات الحرارة القياسية، فقد خلص علماء المناخ إلى أن السبب الرئيس هو استخدام الغازات الدفيئة من صنع الإنسان.

ومن جانبهم، أكد الخبراء أن تغيير المواقف تجاه أسباب تغير المناخ هي استمرار لاتجاه بدأ في عام 2016.

وقال أنثوني ليزرويتز، مدير برنامج ييل للاتصالات المتعلقة بتغير المناخ، لوكالة أسوشيتد برس، إن “الإشارة تزداد قوة وقوة عاماً بعد عام مع استمرار هذه الظروف في التدهور”، مضيفاً “لقد أثرت التغطية الإعلامية لتغير المناخ على مشاعر الرأي العام، حيث فسر كثيرون المعلومات بطريقة أكثر علمية”.